الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
حتى بلغ: الظالمون " (1).
وواضح: أن هاتين الآيتين قد وردتا في سورة العنكبوت، وهي إما آخر ما نزل في مكة، أو هي السورة قبل الأخيرة (2). فإسلام عمر قد كان قبل الهجرة بقليل، لأنه يكون أسلم قبل نزول هاتين السورتين.
وخامسا: لقد روى البخاري في صحيحه، بسنده عن نافع قال: إن الناس يتحدثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر.. ثم حاول نافع أن يوجه هذا بأن ابن عمر بايع تحت الشجرة قبل أبيه، ثم قال: فهي التي يتحدث الناس: أن ابن عمر أسلم قبل عمر (3) ولكننا نقول لنافع: ألم يكن الناس يعرفون اللغة العربية؟ فلم لم يقولوا: إنه بايع قبل أبيه، وقالوا: أسلم قبل أبيه؟!. ثم ألم يكن أحد منهم يعرف أن هذا الكلام لا يدل على ذاك ولا يشير إليه، فكيف يصح أن يكون هو المقصود منه؟!.
ونحن نعتقد أن ما يقوله الناس في ذلك الزمان هو الصحيح الظاهر، فان ابن عمر قد أسلم قبل الهجرة بيسير، ثم أسلم أبوه وهاجر (4).
وسادسا: ان عمر قد رفض في عام الحديبية: حمل رسالة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بحجة أن بني عدي لا ينصرونه؟ فمعنى ذلك هو أنه قد أسلم وهاجر ولم يعلم أحد بإسلامه، وإلا لكان قد عذب،

(1) المصنف للحافظ عبد الرزاق ج 5 ص 326. وراجع مصادر روايات اسلام عمر المتقدمة.
(2) الاتقان ج 1 ص 10 - 11 (3) صحيح البخاري ط مشكول ج 5 ص 163 (4) وقد تقدم عن الزهري ان عمر قد أسلم بعد حفصة و عبد الله بن عمر.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست