أحدهما: أن البعض يصرح بأن خباب بن الأرت هو الذي قرأ له الصحيفة (1) فلو كان قارئا؟ فلماذا لا يقرؤها بنفسه، ليتأكد من صحة الامر؟!
الثاني: لقد روى الحافظ عبد الرزاق، بسند صحيح، حسبما يقولون هذه الرواية نفسها، ولكنه قال فيها: " فالتمس الكتف في البيت حتى وجدها، فقال حين وجدها: أما إني قد حدثت: انك لا تأكلين طعامي الذي آكل منه، ثم ضربها بالكتف فشجها شجتين. ثم خرج بالكتف حتى دعا قارئا؟ فقرأ عليه. وكان عمر لا يكتب. فلما قرئت عليه تحرك قلبه حين سمع القرآن الخ " (2).
ويؤيد ذلك ما عن عياض ابن أبي موسى: أن عمر بن الخطاب قال لأبي موسى: أدع لي كاتبك ليقرأ لنا صحفا جاءت من الشام. فقال أبو موسى: إنه لا يدخل المسجد. قال عمر: أبه جنابة؟ قال: لا، ولكنه نصراني؟ فرفع عمر يده فضرب فخذه حتى كاد يكسرها إلخ (3).
فلو كان عمر يعرف القراءة لم يحتج لكاتب أبي موسى ليقرأ له الصحف التي جاءته. ولربما يعتذر عن ذلك بأن الخليفة ربما لم يكن يباشر القراءة لمركزه مع معرفته لها. أو أن الرسائل كانت بغير العربية.
ولكن الظاهر هو أن هذه الأعراف والتقيدات قد حدثت في وقت متأخر، ولم يكن عمر يتقيد بها كما أن بلاد الشام كانت ولا تزال عربية اللغة، فمن البعيد أن يكتبوا له بغير العربية.