لا يمسه إلا المطهرون.
فقام عمر، فاغتسل (توضأ)، ثم قرأ من الصحيفة صدرا وكان كاتبا، فاستحسنه، وظهر له خباب، وأخبره: أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قد دعا له بأن يعز الاسلام به أو بأبي جهل. فطلب منه عمر: أن يدله على الرسول ليسلم؟ ففعل، فذهب إليهم، وضرب الباب، فنظر رجل منهم من خلل الباب؟ فرآه متوشحا السيف، فرجع إلى الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " فزعا. فأخبره.
فقال حمزة: فأذن له، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له، وإن كان يريد شرا، قتلناه بسيفه. فأذن له، ونهض إليه " صلى الله عليه وآله وسلم " حتى لقيه في الحجرة، فأخذ بمجمع رداءه، ثم جبذه جبذة شديدة، وتهدده، فأخبره عمر: أنه جاء ليسلم، فكبر " صلى الله عليه وآله وسلم "، وكبر المسلمون تكبيرة سمعها من في المسجد.
ثم طلب عمر من الرسول: أن يخرج ويعلن أمره، قال عمر:
فأخرجناه في صفين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد (أي غبار) ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد. قال: فنظرت إلي قريش فأصابتهم كآبة لم تصبهم مثلها. فسماه رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ": ب " الفاروق " يومئذ.
وفي رواية: أن قريشا اجتمعت وتشاورت فيمن يقتل محمدا، فقال عمر: أنا لها. فقالوا: أنت لها يا عمر، فخرج متقلدا السيف، فالتقى بسعد بن أبي وقاص، وجرت بينهما مشادة، حتى سل كل منهما سيفه؟
فأخبره سعد بخبر أخته الخ..
وفي ثالثة: أنهم خرجوا وعمر أمامهم، ينادي: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فلما سألته قريش عما وراءه تهددهم بأنه إن تحرك منهم أحد ليمكنن سيفه منه، ثم تقدم أمام رسول الله، يطوف الرسول، ويحميه