بل ورد عن ابن شهاب: ان حفصة وابن عمر قد أسلما قبل عمر.
ولما أسلم أبوهما كان عبد الله ابن نحو من سبع سنين (1) وذلك يعني ان إسلام عمر قد كان في العاشرة من البعثة.
بل نقول: إن عمر بن الخطاب لم يسلم إلا قبل الهجرة بقليل، ويدل على ذلك:
أولا: إنه بلغه: أن أخته لا تأكل الميتة (2) وواضح: أن تحريم الميتة إنما كان في سورة الأنعام، التي نزلت في مكة جملة واحدة. وكانت - كما تقول بعض الروايات - أسماء بنت يزيد الأوسية آخذة بزمام ناقته " صلى الله عليه وآله وسلم " (3) وإسلام الأوس وأهل المدينة انما كان بعد الهجرة إلى الطائف، ومجئ نسائهم إلى مكة قد كان بعد العقبة الأولى.
وما تقدم في فصل: بحوث تسبق السيرة. من أن زيد بن عمر وبن نفيل كان لا يأكل الميتة.. لو صح؟ فإنما هو لأجل أنه كان يدين بالنصرانية إلا أن يقال: إن تحريم الميتة قد كان على لسان النبي قبل نزول سورة الأنعام لكن ذلك يحتاج إلى دليل وشاهد وهو غير موجود.
وثالثا: لقد استقرب البعض: أن يكون قد أسلم بعد أربعين، أو خمس وأربعين ممن أسلم بعد الهجرة إلى الحبشة (4)