وإن كان مرادهم أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كان يؤخر صلاة الصبح إلى ارتفاع الشمس فهو غير معقول؟ إذ كيف يؤخر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " صلاته عن وقتها بلا عذر ظاهر؟.
وثانيا: إن عبد الله بن عمر يصرح: أنه حين أسلم أبوه كان له هو من العمر ست سنين (1) ويرى البعض: أن عمره كان خمس سنين (2).
ويدل على ذلك: رواية أن ابن عمر كان حين إسلام أبيه على سطح البيت، ورأى أن الناس قد هاجوا ضد أبيه، وحصروه في البيت؟ فجاء العاص بن وائل ففرقهم عنه، وقد استفسر ابن عمر أباه حينئذ عن بعض الخصوصيات كما سيأتي عن قريب.
كما أن ابن عمر يروي: أنه حين أسلم أبوه غدا يتبع أثره، وينظر ما يفعل، يقول: وأنا غلام أعقل ما رأيت (3) مما يدل على أن ابن عمر كان حين إسلام أبيه مميزا مدركا.
وذلك يدل على أن عمر أسلم حوالي السنة التاسعة من البعثة - كما ذهب إليه البعض (4) - لان ابن عمر ولد في الثالثة من البعثة، وتم عمره على الخمس عشرة سنة في عام الخندق سنة خمس من الهجرة، حيث أجازه " صلى الله عليه وآله وسلم " فيها كما هو مشهور. (5)