الله عليه وآله وسلم " وأهل الاسلام، فشق ذلك على المشركين، فعدلوا عن المنابذة إلى المعاتبة، واقبلوا يرغبونه في المال والانعام، ويعرضون عليه الأزواج (1) ".
وعروضهم هذه إنما كانت بعد الهجرة إلى الحبشة، كما يفهم من سيرة ابن هشام. كما أنه إنما أسلم بعد الاعلان بالدعوة، وبعد مفاوضات قريش مع أبي طالب وعروضها عليه، وبعد أن عدلوا عن ذلك إلى العداوة والأذى.
وعلى كل حال، فقد كان إسلام حمزة تطورا جديدا لم يكن قد دخل في حسابات قريش، حيث قلب الموازين رأسا على عقب، وفت في عضد قريش، وزاد من مخاوفها، وكبح من جماحها.
فقد مر أبو جهل بالرسول عند الصفا، فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف لامره، فلم يكلمه الرسول صلى الله عليه وآله.
وكان حمزة صاحب صيد وقنص، وكان إذا رجع بدأ بالبيت، وطاف به، وسلم على من فيه، ورجع إلى بيته.
وفي هذه المرة كان حمزة راجعا من صيده، فأخبرته إحدى النساء بما كان من أبي جهل تجاه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فاحتمل حمزة الغضب، ودخل المسجد، فرأى أبا جهل جالسا مع القوم، فاقبل نحوه، حتى إذا قام على رأسه رفع القوس، فضربه بها ضربة شجه بها شجة منكرة. ثم قال: أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول؟ فرد علي ذلك إن استطعت وكان ذلك بعد أن تضرع إليه أبو جهل، وأخذ بثوبه،