لكن الإنصاف عدم ظهور رجوع الضمير إلى " الشئ "، إذ لا مستند له، مضافا إلى شهادة الذيل برجوعه إلى الوضوء، إذ المراد ب " الشئ " في قوله: " إذا كنت في شئ " لا بد أن يكون فعلا مركبا ممتدا يتصور كون الشخص فيه، فيكون الشك لا محالة في بعض أجزائه، لعدم تصور كون الشخص في نفس الشئ المشكوك في تحققه وإرادة كون الشخص (1) محل المشكوك فيه خلاف الظاهر جدا.
فمحصل الكلام: أن الشك في شئ من أفعال الوضوء لا يلتفت إليه إذا دخل في غير الوضوء، وإنما الشك يلتفت إليه إذا كنت في الوضوء غير متجاوز عنه، لكن تعارض منطوق الحصر في الذيل ومفهومه باعتبارين فيما إذا شك في غسل جزء من اليد بعد الفراغ عنه، فمقتضى مفهوم الحصر فيها عدم الالتفات، لأنه شك في جزء من فعل قد فرغ عنه، ومقتضى منطوقها الالتفات إلى هذا الشك، لأنه شك في شئ من الوضوء وهو كائن في الوضوء مشغول به، فالمشكوك فيه باعتبار كونه جزءا من غسل اليد شك بعد الفراغ من الشئ وباعتبار كونه جزءا من الوضوء شك قبل الفراغ من الشئ، ومقتضى القاعدة في مثل ذلك: العمل بالاعتبار الأول، لوجود سببه وهو الفراغ عن الشئ الذي شك في بعض أجزائه، وأما اعتبار كونه جزءا من فعل لم يفرغ عنه وهو الوضوء فليس سببا للالتفات، بل الالتفات من مقتضيات نفس الشك المحكوم عليه بأصالة عدم وقوع المشكوك فيه، وعدم الفراغ من الفعل المشكوك في جزئه من قبيل عدم المانع، فاجتماع الاعتبارين في الجزء المذكور من قبيل اجتماع المانع عن الالتفات وغير المانع عنه.