وإن كان القصد تفصيليا، لكونه مع الشعور والالتفات، وأما العزم والقصد الإجمالي المجامع لعدم الشعور فهو موجود دائما وإن لم يتوجه الذهن ولم يلتفت إلى الفعل، لما عرفت من كلام المحقق الطوسي وغيره من أنه يحدث آنا فآنا إرادة جزئية بحسب الحركات وإن لم يشعر الفاعل بها (1).
وبالجملة، فهناك أمور ثلاثة:
النية التفصيلية، وهي إرادة الفعل مع الشعور به وبجميع مشخصاته وغايته، وهي معتبرة في أول العمل.
وإرادة تفصيلية مع الشعور به بعنوان إجمالي من حيث المشخصات.
وإرادة إجمالية من دون شعور بالفعل أصلا.
فإذا تحقق الأول من هذه الأمور ولم يحدث بعدها الانتقال إلى خلافها حصل الأمران الأخيران، لكن الأول منهما موقوف على توجه الذهن إلى الفعل وتذكره له.
ثم إن حكم المشهور بوجوب الاستدامة بذلك المعنى مختص بحال تذكرة (2) الفاعل للفعل والتفاته، إذ وجوبها حال ذهوله وعدم تذكره للفعل تكليف للغافل، وإيجاب التذكر عليه دائما كر على ما فر منه من التعذر والقناعة بالاستدامة الحكمية عن الفعلية.
إذا عرفت ذلك سهل عليك إرجاع ما ظاهره المنافاة لتفسير المشهور إليه.
أما ما ذكره في الذكرى من أن معنى الاستدامة البقاء على حكمها