6 كتابه إلى هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة.
أرسله مع سليط بن عمرو العامري وهو أحد الستة المتقدمة وفيه:
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي سلام على من اتبع الهدى واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر فأسلم تسلم واجعل لك ما تحت يديك.
فسلمه سليط الكتاب مختوما وقرأه عليه فأكرم سليطا واجازه وكساه وكتب إلى النبي ص ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله وانا شاعر قومي وخطيبهم والعرب تهاب مكاني فاجعل لي بعض الأمر اتبعك فقال النبي ص لو سألني سيابة أي قطعة من الأرض ما فعلت.
7 كتابه إلى جيفر وعبد ابني الجلندي في عمان باليمن وهما من الأزد والملك منهما جيفر أرسله مع عمرو بن العاص في ذي القعدة سنة ثمان وفيه:
بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد بن عبد الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي سلام على من اتبع الهدى أما بعد فاني أدعوكما بدعاية الاسلام أسلما تسلما اني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين وانكما ان أقررتما بالاسلام وليتكما وإن أبيتما أن تقرأ بالاسلام فان ملككما زائل عنكما وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما وختم الكتاب.
قال عمرو فخرجت حتى انتهيت إلى عمان فعمدت إلى عبد وكان أحلم الرجلين وأسهلهما خلقا فقلت إني رسول رسول الله ص إليك فقال أخي المتقدم بالسن والملك وأنا أوصلك إليه ثم سأله عن أبيه العاص ما صنع ثم قال له في جملة كلامه فأخبرني ما الذي يأمر به وينهي عنه قلت يأمر بطاعة الله عز وجل وينهى عن معصيته ويأمر بالبر وصلة الرحم وينهى عن الظلم والعدوان وعن الزنا وشرب الخمر وعن عبادة الحجر والوثن والصليب فقال ما أحسن هذا الذي يدعو إليه لو كان أخي يتبعني لآمنا به ولكنه أضن بملكه من أن يدعه ويصير ذنبا ثم ادخله على أخيه فدفع إليه الكتاب وقرأه ثم دفعه إلى أخيه فقرأه وجعل يسأله عن قريش ما صنعت ثم قال له اني فكرت فيما دعوتني إليه فإذا أنا أضعف العرب ان ملكت رجلا ما في يدي قال عمرو فقلت أنا خارج غدا فلما أيقن بمخرجي خلا به اخوه فأصبح وقد أسلم هو وأخوه وخليا بيني وبين الصدقة.
8 كتابه إلى المنذر بن ساوى العبدي بالبحرين كتب إليه النبي ص أولا مع العلاء بن الحضرمي يدعوه إلى الاسلام والظاهر أنه كان على المجوسية ولم يذكر أحد نسخة ذلك الكتاب فقبح عنده العلاء دين المجوسية وكان فيما قال له لست بعديم عقل ولا رأي فانظر هل ينبغي لمن لا يكذب في الدنيا ان لا نصدقه ولمن لا يخون ان لا نأتمنه ولمن لا يخلف أن لا نثق به فإن كان هذا هكذا فهذا هو النبي الأمي الذي والله لا يستطيع ذو عقل أن يقول ليت ما أمر به نهي عنه أو ما نهى عنه أمر به فأسلم وحسن اسلامه وكتب إلى النبي ص يقول اما بعد يا رسول الله فاني قرأت كتابك على أهل البحرين فمنهم من أحب الاسلام وأعجبه ودخل فيه ومنهم من كرهه وبأرضي مجوس ويهود فأحدث لي في ذلك امرك فكتب إليه النبي ص جواب كتابه مع العلاء بن الحضرمي يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى سلام عليك فاني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد فاني أذكرك الله عز وجل فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه وأنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني ومن نصح لهم فقد نصح لي وان رسلي قد اثنوا عليك خيرا واني قد شفعتك في قومك فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم وانك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على يهوديته أو مجوسيته فعليه الجزية.
حروبه وغزواته وسراياه روى ابن سعد في الطبقات الكبير أن عدد مغازي رسول الله ص التي غزاها بنفسه كانت سبعا وعشرين غزوة وسراياه التي بعث بها سبعا وأربعين سرية وما قاتل فيه من المغازي تسع غزوات اه.
وفي السيرة الحلبية قال: إن المغازي سبع وعشرون ولكنه عدها ثمان وعشرين وهي: 1 بواط 2 العشيرة 3 سفوان 4 بدر الكبرى 5 بني سليم 6 بني قينقاع 7 السويق 8 قرقرة الكدر 9 غطفان أو ذي أمر 10 بحران الحجاز 11 أحد 12 حمراء الأسد 13 بني النضير 14 ذات الرقاع 15 بدر الآخرة أو بدر الموعد 16 دومة الجندل 17 بني المصطلق أو المريسيع 18 الخندق 19 بني قريظة 20 بني لحيان 21 الحديبية 22 ذي قرد 23 خيبر 24 وادي القرى 25 عمرة القضاء 26 فتح مكة 27 حنين والطائف 28 تبوك. وعدها بعضهم تسعا وعشرين وزاد في أولها غزوة ودان.
وأما المغازي التسع فهي على ما في طبقات ابن سعد 1 بدر القتال 2 أحد 3 المريسيع 4 الخندق 5 قريظة 6 خيبر 7 فتح مكة 8 حنين 9 الطائف. قال فهذا ما اجتمع لنا عليه وفي بعض رواياتهم أنه قاتل في بني النضير ووادي القرى والغابة اه.
غزوة ودان أو الأبواء ودان بفتح الواو وتشديد الدال المهملة قرية جامعة من أعمال الفرع ويقال غزوة الأبواء وهما متقاربان في وادي الفرع بينهما ستة أميال وكانت في صفر لاثنتي عشرة ليلة مضت منه على رأس اثني عشر شهرا من مقدمة المدينة وهي أول غزواته ص بنفسه خرج في ستين راكبا من المهاجرين يريد عيرا لقريش فلم يلق كيدا ووادع في طريقه بني ضمرة وكتب بينه وبينهم كتابا وكانت غيبته خمس عشرة ليلة قال ابن سعد كان لواؤه مع حمزة بن عبد المطلب ولكن المفيد في الارشاد روى بسنده عن أبي البختري القرشي أن النبي ص اعطى علي بن أبي طالب الراية في غزاة ودان وهي أول غزاة حمل فيها راية في الاسلام مع النبي ص اه.
غزوة بواط بضم الباء وفتحها وتخفيف الواو جبل من جبال جهينة قرب ينبع وكانت في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا من الهجرة وكان في مائتين من أصحابه به يعترض عيرا لقريش مائتين وخمسين بعيرا فيها أمية بن خلف ومائة من قريش فرجع ولم يلق حربا