فهلك، أصابه داء في رقبته فمال إلى بيت امرأة من سلول. وقال غدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية: طلب ما لا يمكن فلم يجبه ص ولم يؤيسه بل عرض عليه ما هو قريب من مطلوبه ومن الغاية التي يتوخاها وهي الرياسة بان يكون أمير الجيش وذلك سياسة كبرى وحكمة بالغة.
وفيهم أيضا عبد الله بن الشخير فقال يا رسول الله أنت سيدنا وذو الطول علينا فقال السيد الله لا يستهوينكم الشيطان. هذا تواضع منه ص. وقدم عليه منهم علقمة بن علاثة وعمر جالس إلى جانب النبي فقال له ص:
أوسع لعلقمة فأوسع له فجلس إلى جنبه ص فقص عليه شرائع الاسلام وقرأ عليه قرآنا فقال يا محمد ان ربك لكريم وقد آمنت بك. ولعل احترامه وإجلاسه له إلى جانبه كان معينا على إسلامه.
وجاء رجلان من ثقيف إلى النبي ص فسألهم عن مالك بن عوف وقال خبروه انه ان اتاني مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فقدم عليه فأعطاه ذلك. وجاءه ص وفد منهم سبعون رجلا وقيل بضعة عشر رجلا فنزل بعضهم على المغيرة بن شعبة وبعضهم ضرب لهم النبي ص قبة في المسجد فكان يأتيهم كل ليلة بعد العشاء فيقف عليهم ويحدثهم ثم علموا القرآن واستعفت ثقيف من هدم اللات والعزى فأعفاهم.
ووفد عبد القيس كتب رسول الله ص إلى أهل البحرين ان يقدم عليه عشرون رجلا منهم فقدموا وهم من عبد القيس من ربيعة فقيل: يا رسول الله هؤلاء وفد عبد القيس قال مرحبا بهم نعم القوم عبد القيس اللهم اغفر لعبد القيس اتوني لا يسألوني مالا هم خير أهل المشرق ورئيسهم عبد الله بن عوف الأشبح وكان دميما فقال رسول الله ص انما يحتاج من الرجل إلى أصغريه قلبه ولسانه وقال له فيك خصلتان يحبهما الله الحلم والأناة وأنزلهم في دار رملة بنت الحارث وكان ينزل فيها الوفود واجرى عليهم ضيافة وأقاموا عشرة أيام وكان عبد الله الأشبح يسال رسول الله ص عن الفقه والقرآن وامر لهم بجوائز وفضل عبد الله فأعطاه اثنتي عشرة أوقية ونشأ.
ووفد بكر بن وائل فقال له رجل منهم هل تعرف قس بن ساعدة فقال ص ليس هو منكم هذا رجل من إياد تحنف في الجاهلية فوافى عكاظ والناس مجتمعون فيكلمهم بكلامه الذي حفظ عنه.
ووفد تغلب ستة عشر رجلا قدموا عليه ص مسلمين ونصارى عليهم صلب الذهب فصالح النصارى على أن يقرهم على دينهم على أن لا يصبغوا أولادهم في النصرانية وأجاز المسلمين بجوائزهم.
ووفد بني حنيفة بضعة عشر رجلا فيهم مسيلمة بن حبيب الذي تنبأ فانزلوا دار رملة بنت الحارث وأجريت عليهم ضيافة فكانوا يؤتون بغداء وعشاء مرة خبزا ولحما ومرة خبزا ولبنا ومرة خبزا وسمنا ومرة تمرا نثر لهم فاسلموا وأجازهم رسول الله ص بجوائز.
ووفد شيبان وفد عليه ص حرملة بن عبد الله من بني كعب من بلعنبر من بني شيبان فقال يا رسول الله ما تأمرني ان أعمل فقال ائت المعروف واجتنب المنكر وانصرف ثم رجع وقال يا رسول الله ما تأمرني ان أعمل قال ائت المعروف واجتنب المنكر وانظر الذي تحب أذنك إذا قمت من عند القوم ان يقولوه لك فائته والذي تكره ان يقولوه لك إذا قمت من عندهم فأجتنبه.
ووفد طئ خمسة عشر رجلا رأسهم زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان فاسلموا وأجازهم بخمس أواق فضة كل واحد واعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشأ وقال رسول الله ص ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا زيدا فإنه لم يبلغ كل ما فيه وسماه زيد الخير وقطع له فيدا وارضين.
ووفد نجيب سنة تسع. ثلاثة عشر رجلا ساقوا معهم صدقات أموالهم المفروضة فسر رسول الله ص بهم وقال مرحبا بكم وأكرم منزلهم وحباهم وأمر بلالا ان يحسن ضيافتهم وجوائزهم وأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفد وقال هل بقي منكم أحد قالوا غلام خلفناه على رحالنا فارسلوه فقال اقض حاجتي قال وما حاجتك قال تسأل الله ان يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي فدعا له بذلك وأمر له بمثل ما أمر به لأحدهم.
ووفد مراد وفد عليه ص منهم فروة بن مسيك المرادي فنزل على سعد بن عبادة وكان يتعلم القرآن وفرائض الاسلام وشرائعه واجازه رسول الله ص باثنتي عشرة أوقية وحمله على بعير نجيب وأعطاه حلة من نسيج عمان واستعمله على مراد وزبيد ومذحج وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقات وكتب له كتابا فيه فرائض الصدقة ولم يزل على الصدقة حتى توفي رسول الله ص.
ووفد سعد هذيم أسلموا وبايعوا فامر بهم فانزلوا وضيفهم ثلاثا ثم جاءوا يودعونه فقال أمروا عليكم أحدكم وأمر بلالا فأجازهم بآواق من فضة ورجعوا إلى قومهم فاسلموا.
ووفد بلي في ربيع الأول سنة تسع فانزلهم رويفع بن ثابت البلوي في منزله ثم جاءوا إلى رسول الله ص وأسلموا وسألوه عن الضيافة وعن أشياء من أمر دينهم فأجابهم واتى رسول الله ص بحمل تمر وقال استعن بهذا التمر فكانوا يأكلون منه ومن غيره وأمر لهم بجوائز لما ودعوه.
ووفد بهراء من اليمن ثلاثة عشر رجلا فانتهوا إلى باب المقداد بن عمرو فرحب بهم وأنزلهم وأتوا النبي ص فاسلموا وتعلموا الفرائض وأمر ص لهم بجوائزهم لما ودعوه.
ووفد عذرة سنة تسع، اثنا عشر رجلا فنزلوا دار رملة بنت الحارث النجارية وجاءوا إلى النبي ص فسلموا بسلام الجاهلية فقال ص مرحبا بكم وأهلا ما منعكم من تحية الاسلام قالوا قدمنا مرتادين وسألوا عن أشياء من أمر دينهم فأجابهم وأسلموا وأجازهم كما كان يجيز الوفد وكسا أحدهم بردا.
ووفد عليه ص رسول ملك حمير سنة تسع بكتابهم واسلامهم فامر بلالا ان ينزله ويكرمه ويضيفه وكتب إليه جواب كتابهم.
ووفد سلامان سبعة. سنة عشر فقالوا السلام عليك يا رسول الله فقال وعليكم من أنتم قالوا من سلامان قدمنا لنبايعك على الاسلام ونحن على من وراءنا من قومنا فقال لغلامه ثوبان انزلهم حيث ينزل الوفد وسألوه عن أمر الصلاة وشرائع الاسلام والرقى واسلموا وأعطى كل واحد منهم خمس أواق.
ووفد خولان في شعبان سنة عشر وهم عشرة فسألوه عن أشياء من أمر دينهم وأمر من يعلمهم القرآن والسنن وانزلوا دار رملة بنت الحارث