وقته فقيل أنه بويع بعد أربعة أيام من قتل عثمان وقيل بعد خمسة وقيل بعد ثلاثة وقيل بويع يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة قال وأصح الروايات انه امتنع عن البيعة إلى أن دفن عثمان ثم بويع على منبر رسول الله ص ظاهرا وكان أول من بايعه طلحة فقال هذه بيعة نكث.
روى الحاكم في المستدرك بسنده انه لما بويع علي بن أبي طالب على منبر رسول الله ص قال خزيمة بن ثابت وهو واقف بين يدي المنبر:
- إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا * أبو حسن مما نخاف من الفتن - - رجوناه أولى الناس بالناس انه * أطب قريش بالكتاب وبالسنن - - وان قريشا ما تشق غباره * إذا ما جرى يوما على الضمر البدن - - وفيه الذي فيهم من الخير كله * وما فيهم كل الذي فيه من حسن - وروى فيه بسنده انها لما جاءت بيعة علي إلى حذيفة قال: لا أبايع بعده الا أصعر أو أبتر.
قال الطبري: اختلف السلف من أهل السير في بيعة من بايعه والوقت الذي بويع فيه، وقال ابن الأثير اختلفوا في كيفية بيعته.
أقول: ونحن نذكر ذلك مقتبسا من مجموع ما رواه الطبري وذكره ابن الأثير، وهو انه لما قتل عثمان اجتمع أصحاب رسول الله ص من المهاجرين والأنصار وفيهم طلحة والزبير فاتوا عليا فقالوا انه لا بد للناس من امام، قال لا حاجة لي في امركم فمن اخترتم رضيت به قالوا ما نختار غيرك وترددوا إليه مرارا وقالوا له في آخر ذلك انا لا نجد اليوم أحدا أحق بهذا الأمر منك لا أقدم سابقة ولا أقرب قرابة من رسول الله ص فقال لا تفعلوا فاني أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا فقالوا لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد، فان بيعتي لا تكون خفيا ولا تكون الا عن رضا المسلمين، وكان في بيته، وقيل في بعض حيطان المدينة وفي رواية فغشي الناس عليا فقالوا نبايعك فقد ترى ما نزل بالاسلام فقال دعوني والتمسوا غيري فانا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول فقالوا ننشدك الله ألا ترى ما نحن فيه أ لا ترى الاسلام ألا ترى الفتنة فقال قد أجبتكم واني ان أجبتكم ركبت بكم ما اعلم. فلما دخل المسجد دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه ثم بايعه الناس فكان أول من بايعه طلحة والزبير فنظر حبيب بن أبي ذؤيب إلى طلحة حين بايع فقال أول من بدأ بالبيعة يد شلاء لا يتم هذا الأمر وجاءوا بسعد بن أبي وقاص فقال علي: بايع، قال لا أبايع حتى يبايع الناس وجاءوا بابن عمر، فقال مثل ذلك فقال ائتني بكفيل قال لا ارى كفيلا، قال الأشتر دعني اضرب عنقه، قال علي: دعوه، انا كفيله، انك ما علمت لسئ الخلق صغيرا وكبيرا. أقول وادعى بعضهم ان طلحة والزبير بايعا مكرهين ولكن النظر الصحيح ينفي ذلك فمن لم يقبل أول الأمر بالبيعة حتى ألحوا عليه الحاحا شديدا لا يمكن ان يبدأ بيعته بالاكراه ومن لم يكره سعدا وابن عمر عليها وليسا بدون طلحة والزبير مكانة في الناس لا سيما سعد لا يمكن ان يكره طلحة والزبير على البيعة.
المتخلفون عن بيعته في مروج الذهب: قعد عن بيعته جماعة عثمانية وجماعة لم يروا الا الخروج من الأمر. وفي أسد الغابة: تخلف عن بيعته جماعة من الصحابة فلم يلزمهم بالبيعة وسئل علي عمن تخلف عن بيعته فقال أولئك قعدوا عن الحق ولم ينصروا الباطل، وروى الطبري بسنده عن عبد الله بن الحسن قال بايعت الأنصار عليا الا نفرا يسيرا منهم وعدهم وقال كانوا عثمانية اه ونحن نذكر أسماء المتخلفين مأخوذة من مجموع ما ذكره هؤلاء وهم: حسان بن ثابت. كعب بن مالك وكانا شاعرين. مسلمة بن مخلد أو خالد. أبو سعيد الخدري. محمد بن مسلمة حليف بني عبد الأشهل.
النعمان بن بشير. زيد بن ثابت. رافع بن خديج. فضالة بن عبيد.
كعب بن عجرة. سعد بن أبي وقاص. عبد الله بن عمر. صهيب بن سنان. سلمة بن وقش. أسامة بن زيد. عبد الله بن سلام. قدامة بن مظعون. المغيرة بن شعبة الثقفي. وهبان بن صيفي. قال عبد الله بن الحسن فيما رواه عنه الطبري في العشرة الأول انهم كانوا عثمانية وقال: اما حسان فكان شاعرا لا يبالي ما صنع واما زيد بن ثابت فولاه عثمان الديوان وبيت المال فلما حصر عثمان قال يا معشر الأنصار كونوا أنصار الله مرتين فقال أبو أيوب ما تنصره الا لأنه أكثر لك من العبدان، واما كعب بن مالك فاستعمله على صدقة مزينة وترك ما اخذ منهم له، وقال المسعودي وبايع ابن عمر يزيد بعد ذلك والحجاج لعبد الملك بن مروان. وقال ابن الأثير: فاما النعمان بن بشير فإنه اخذ أصابع نائلة امرأة عثمان التي قطعت وقميص عثمان الذي قتل فيه وهرب فلحق بالشام فكان معاوية يعلق قميص عثمان وفيه الأصابع فإذا رأى ذلك أهل الشام ازدادوا غيظا وجدوا في امرهم ثم يرفعه فإذا أحس منهم بفتور يقول له عمرو بن العاص حرك لها حوارها تحن فيعلقهما. وقال المسعودي: بعثت أم حبيبة بنت أبي سفيان إلى أخيها معاوية بقميص عثمان مخضبا بدمائه مع النعمان بن بشير الأنصاري. وقال ابن الأثير: وهرب بنو أمية فلحقوا بمكة وجئ بقوم كانوا قد تخلفوا فقالوا نبايع على إقامة كتاب الله في القريب والبعيد والعزيز والتذليل فبايعهم ثم قام العامة فبايعوا. وفي مروج الذهب واتاه جماعة ممن تخلف عن بيعته من بني أمية منهم سعيد بن العاص. ومروان بن الحكم والوليد بن عقبة بن أبي معيط فجرى بينه وبينهم خطب طويل، وقال له الوليد انا لم نتخلف عنك رغبة عن بيعتك لكنا قوم وترنا الناس وخفنا على نفوسنا فعذرنا فيما نقول واضح: اما أنا فقتلت أباه صبرا وضربني حدا، وقال سعيد بن العاص كلاما كثيرا وقال له الوليد اما سعيد فقتلت أباه صبرا وأهنت مثواه وأما مروان فإنك شتمت أباه وكبت عثمان في صنعه إياه. قال وقد ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى أن حسان بن ثابت وكعب بن مالك والنعمان بن بشير قبل نفوذه بالقميص اتوا عليا في آخرين من العثمانية فقال كعب بن مالك: يا أمير المؤمنين ليس مسيئا من اعتب وخير كفر ما محاه عذر في كلام كثير ثم بايع وبايع من ذكرنا جميعا، قال واتصلت بيعته بالكوفة وغيرها من الأمصار وكان أهل الكوفة أسرع إجابة إلى بيعته وأخذ له البيعة على أهلها أبو موسى الأشعري حتى تكاثر الناس عليه اه ولم يتخلف عنه سوى أهل الشام مع معاوية فلم يبايعوه.
وفي ارشاد المفيد: روى الشعبي انه لما اعتزل سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وحسان بن ثابت وأسامة بن زيد أمير المؤمنين وتوقفوا عن بيعته حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي وانما الخيار للناس قبل ان يبايعوا فإذا بايعوا فلا خيار لهم وان على الامام الاستقامة وعلى الرعية التسليم وهذه بيعة عامة من رغب عنها رغب عن دين الاسلام واتبع غير سبيل أهله ولم تكن بيعتكم إياي فلتة وليس أمري وأمركم واحد واني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم وأيم الله لا نصحن للخصم ولانصفن المظلوم وقد بلغني عن سعد وابن مسلمة وأسامة وعبد الله وحسان بن ثابت أمور كرهتها والحق