الشيعة ذكرهم لذلك أو لغيره قصدا إلى أن يفوتنا أحد ممن له ذكر ونباهة للغاية المذكورة. ولا ندعي أننا أحطنا بجميع النبهاء من رجالات الشيعة واستوفينا أخبارهم بل ربما يكون قد فاتنا ذكر جملة منهم بعضهم أحق بالذكر من بعض من ذكرناه أو اختصرنا في حق من هو أولى بالإطالة من بعض من أطلنا فيه لأنها لم تصل إلينا أخبارهم أصلا أو وصل إلينا منها اليسير أو لم نعثر على الكتب التي ذكروا فيها مع بخل البعض علينا بما عندهم من الكتب الحديثة أو القديمة أو المعلومات مع انتشار علماء الشيعة وأعيانهم ومؤلفاتهم في الأقطار فان المرء لا يكلف فوق طاقته ومن بذل جهده فقد أعذر والإحاطة بالكل مستحيلة لغير علام الغيوب. ونخص بالشكر قوما ساعدونا جهدهم وجادوا علينا بما عندهم من كتاب أو فائدة أو أرشدونا إلى مظان ذلك أو ساعدونا بنوع من أنواع المساعدة وإن قلوا:
- إن الكرام كثير في البلاد وإن * قلوا كما غيرهم قل وإن كثروا - فجاء بحمده تعالى كتابا فريدا في بابه لم يسبق سابق إلى تأليف مثله سادا لفراغ عظيم في تاريخ الشيعة وسميناه كتاب أعيان الشيعة والله المسؤول أن يعصمنا من الخطا والخطل وأن يجعله مكتوبا في ديوان الحسنات مكفرا لما اجترحناه من السيئات. وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ولا بد قبل الشروع في المقصود من ذكر مقدمات.