والمتحصل: انه إذا أمكن الالتزام بان الصيغة في هذه الموارد مستعملة في النسبة بداعي البعث والتحريك جدا، فلا وجه لتكلف جهة أخرى في حل الاشكال في هذه الموارد، كما تصدى لذلك صاحب الكفاية.
وبعد هذا نقول: ان ما ذكره صاحب الكفاية من كونها ظاهرة في الطلب والبعث الحقيقي (1)، سواء ادعى انها موضوعة لمطلق النسبة الطلبية، أو النسبة الطلبية إذا كان الداعي هو البعث الحقيقي، أمر لا ينكره أحد، فان العرف يفهم ذلك من الصيغة بمجرد إطلاقها، ولا يهمنا بعد ذلك تحقيق الموضوع له، إذ الذي يفيد الفقيه والأصولي تحقيق ظاهر الكلام المنسبق منه عند اطلاقها سواء كان بالوضع أو بغيره، فلا يهمه تحقيق ان هذا الظهور وضعي أو ليس بوضعي.
الجهة الثانية: في ظهور الصيغة في الوجوب.
فقد وقع الخلاف في أنها ظاهرة في خصوص الطلب الالزامي المعبر عنه بالوجوب، أو الطلب غير الالزامي المعبر عنه بالندب، أو مطلق الطلب بلا خصوصية الالزام وعدمه فيحتاج تعيين كل منهما إلى قرينة خاصة وبدونها يكون الكلام مجملا.
وقد أشار صاحب الكفاية إلى هذا الخلاف واختار وضعها للطلب الوجوبي (2).
إلا أن المحقق النائيني سلك نحوا آخر في تحقيق المسألة مدعيا عدم الوجه في البحث في تشخيص الموضوع له وانه الوجوب أو الندب أو الأعم، لان الطلب الوجوبي ليس سنخا آخر غير الطلب الندبي، بل هما من سنخ واحد ومعنى فارد، فان الوجوب يستفاد من حكم العقل بلزوم إطاعة المولى.
.