(تنبيهات المسألة) التنبيه الأول: في بيان بساطة مفهوم المشتق أو تركيبه.
ولا بد قبل الخوض في المطلب من بيان المراد بالبساطة والتركيب وتعيين محل الكلام فيهما.
وقد تعرض صاحب الكفاية إلى تحديد المتنازع فيه، فذكر: ان المبحوث عنه هو البساطة في عالم التصور واللحاظ لا الواقع وبحسب التعمل العقلي.
وبيان ذلك: ان الشئ قد يكون بسيطا في عالم اللحاظ بمعنى انه لا يتحقق في الذهن عند التعبير عنه إلا صورة واحدة لا أكثر، ولكنه في الواقع والحقيقة قد يكون كذلك كالبياض، فإنه في ذاته بسيط، كما أنه صورة ولحاظا كذلك. وقد يكون مركبا بالتركيب الحقيقي كالانسان، فإنه حقيقة ذو جزئين الحيوان والناطق، ولكنه واحد صورة ولحاظا، أو بالتركيب الاعتباري كالدار، فإنه بحسب الاعتبار ذو اجزاء، إذ هو اصطلاح عرفي على مجموعة أمور كالساحة والغرفة والسطح، ولكن صورته الذهنية واحدة. فالكلام في أن المشتق بسيط في عالم التصور أو مركب؟، بمعنى انه حين اطلاق اللفظ هل تأتي في الذهن صورة لشئ واحد أو أشياء؟ وليس الكلام في واقع المشتق وحقيقته (1).
.