وقد ذكر المحقق النائيني للمعنى الحرفي ركنا رابعا (1) لا يتعلق لنا بذكره غرض، ولذلك أرجأناه إلى محله في مبحث الخبر والانشاء. فانتظر.
وقد ناقش السيد الخوئي (حفظه الله) في الأركان الثلاثة: فناقش في الركن الثاني، أعني انها لا واقع لها الا في التراكيب الكلامية.
وقد حمل السيد الخوئي (حفظه الله) كلام المحقق النائيني (رحمه الله) على أن الحرف موضوع لايجاد الربط بين الكلمات التي تتألف منها الجملة، وان الربط لا يحصل بدون الحرف ويكون الحرف سببا لحدوثه، ولذلك كان معنى الحرف لا واقع له الا في ضمن التراكيب الكلامية، لأنه الربط بين اجزاء الكلام.
فاستشكل عليه: بان هذا مما لا اشكال فيه وان الألفاظ لا تكون مرتبطة بعضها ببعض الا بواسطة الحرف، الا ان ذلك باعتبار دلالة الحرف على معنى بذلك المعنى يكون الحرف موجدا للربط، ونحن في مقام تشخيص ذلك المعنى والكشف عن حقيقته، فالربط بين الكلمات الذي هو ايجادي ولا واقع له الا في ضمن التراكيب الكلامية أمر مسبب عن معنى الحرف لا انه هو معنى الحرف.
ثم ذكر بعد ذلك أن المعنى الحرفي سنخ مفهوم، الا انه غير مستقل يخطر في الذهن بتبع غيره، وهذا وإن لم يوجب كونه اخطاريا - بلحاظ ان الاخطاري ما كان يخطر في الذهن استقلالا وبنفسها -، الا انه ليس ايجادا لكونه ذا تقرر في وعائه قبل ذكر الحرف فليس الحرف موجدا له فلا وجه لفرض كونه ايجاديا باعتبار انه لو لم يكن ايجاديا لكان اخطاريا لتصور الواسطة وان لا يكون المعنى اخطاريا ولا ايجاديا. كما أنه يظهر ان ما ذكره من أن المعنى الحرفي لا واقع له في غير التراكيب الكلامية غير سديدة.
هذا ما ذكره السيد الخوئي في مقام مناقشته للركنين الأولين - كما يستفاد .