الفرق بين معنى اللفظين، فان العرف يرى فرقا شاسعا بين معنييهما عند القاء الكلام إليه، ويرى ان الاعراض التسع بجملتها النسبية من الوجودات المستقلة في ذاتها وانها من المعاني الاسمية.
وثانيا: انه لا يظهر هناك فرق ذاتي بين الاسم والحرف في المعنى، فان لفظ الابتداء لم يوضع لسوى الابتداء الذي يكون من الاعراض النسبية والموضوع له الحرف. فما قرره للحرف من معنى لا يخلو عن مناقضة لما افاده في صدر كلامه من وجود الفرق الذاتي بين المعنى الاسمي والحرفي.
وعلى أي حال، فما أفاده (قدس سره) في معنى الحرف وتقريبه دون مقامه العلمي الرفيع وفكره السامي الدقيق.
وقد أورد عليه السيد الخوئي بثبوت استعمال الحرف في موارد يستحيل تحقق العرض النسبي فيه كالواجب تعالى، كقوله تعالى شأنه: (الرحمن على العرش استوى) (1)، ومثل: (الله عالم بكذا) فان اتصاف الذات المقدسة بالعرض النسبي مما لا اشكال في امتناعه، فلو بنى على وضع الحرف للعرض النسبي يدور الحال في مثل هذه الاستعمالات بين الالتزام بعدم صحة الاستعمال والالتزام بمجازيته وكونه استعمالا مسامحيا، وكلاهما خلاف الضرورة العرفية، فان العرف لا يرى في هذا الاستعمال اية مسامحة وتجوز، ويرى ان استعمال الحروف في الواجب والممكن والممتنع على نسق واحد بلا لحاظ أية عناية ولا رعاية علاقة ومناسبة مما يكشف عن كون الموضوع له الحرف معنى آخر غير ما ذكره، والا لاختلف الاستعمال حقيقة وتجوز باختلاف موارده كما لا يخفى (2).
الا ان الانصاف أن هذا الايراد لا يوجب الانصراف عن الالتزام بهذا .