هنا التزم بامكان الوضع العام والموضوع له الخاص، واما الخاص فلما لم يكن كذلك فلا يمكن الوضع الخاص والموضوع له العام (1).
ولا يخفاك ان ما ذكره لا يختلف في المضمون عما نص عليه في الكفاية، وان اختلف التعبير، فقد ذكر صاحب الكفاية (قدس سره) ان: (العام يصلح لان يكون آلة للحاظ افراده ومصاديقه بما هو كذلك فإنه من وجوهها ومعرفة وجه الشئ معرفته بوجه. بخلاف الخاص فإنه بما هو خاص لا يكون وجها للعام ولا لسائر الافراد فلا تكون معرفته وتصوره معرفة له ولا لها أصلا ولو بوجه) (2).
وقد عرفت مما سبق الخدشة فيما ذكراه، فان نفي مرآتية الخاص للعام بلا برهان ولا دليل، وقد تقدم ان التصور الضمني لو التزم بكفايته في الوضع للافراد فالالتزام بكفايته في الوضع للعام متعين، وقد عرفت أن تصور الخاص تصور ضمني للعام. فتدبر جيدا.
وقد التزم المحقق الرشتي (قدس سره)، والمحقق الحائري اليزدي (رحمه الله) بامكان الوضع الخاص والموضوع له العام.
واستدل الأول على رأيه بما حاصله: ان الخاص إذا وضع لفظ له، فتارة يوضع اللفظ بحذائه لنفسه ولأنه الموجود المتعين. وأخرى يوضع بإزائه باعتبار اشتماله على خصوصية فيه، فيسري الوضع إلى كل ما اشتمل على تلك الخصوصية، بلحاظ ان الوضع قد لوحظ فيه تلك الخصوصية العامة السارية في الافراد الخاصة، وضرب لذلك مثالا من أسماء الأدوية، فان الاسم قد يوضع بإزاء ادواء معين لكن باعتبار تأثيره الخاص وفائدته المخصوصة، وبذلك يتعدى الاسم إلى كل ما كان له هذا الأثر من الأدوية وان اختلف عن الموضوع له في اجزائه .