فإن الخصوصية التي تكون في هذه المسألة، غير ما تكون في غيرها، لكن هذه الجهات المميزة بين المسائل، إنما تنتزع من الحيثية المشتركة الكلية التي تكون موضوعا للعلم، وتكون تلك الجهات خارجة عن ذات الموضوع مفهوما، ومتحدة معها خارجا، على وزان خارجات المحمول، لا المحمولات بالضميمة التي تكون حقائق غير حقيقة الموضوع.
كيف؟! ولا يمكن أن تكون تلك الجهات المميزة بين المسائل، هي عين الجهة المشتركة ذاتا ومفهوما؛ لأن الحيثية المشتركة لا يعقل أن تكون عين الحيثيات المتمايزة في المسائل، ولا جزءها، بل إنما تكون مغايرة لها مفهوما، ومن عوارضها التي تتحد معها وجودا، كما هو الشأن في العوارض التي من قبيل خارجات المحمول، فتحمل هذه الجهات المتمايزة المائزة بين المسائل على الجهة المشتركة الوحدانية، وتكون محمولات لها.
ومن هنا ينقدح: الفرق بين العرض المصطلح في لسان الطبيعي (1)، والعرض المصطلح في لسان المنطقي (2)، وتنقدح أيضا مواضع الخلط بين الاصطلاحين؛ إذ العرض في اصطلاح الطبيعي: هو ما إذا وجد وجد في الموضوع، في قبال الجوهر الذي يوجد لا في الموضوع، بل على نحو الاستقلال.
والعرض في لسان المنطقي: هو ما يكون خارجا عن مقام الذات ولو كان منتزعا عنها، وبهذا الاصطلاح يكون مفهوم الناطق عرضا بالنسبة إلى مفهوم الحيوان؛ لأن الناطق مفهوم خارج عن مفهوم الحيوان، وكذلك الحيوان بالنسبة إلى مفهوم الناطق، ولكنهما ذاتيان بالنسبة إلى الإنسان، ولذا كان حمل