تشترك هذه المسألة في لواء هذه الخصوصية مع عدة مسائل اخرى، فتكون هذه وتلك جميعا من فروع علم واحد، وهذه الحيثية المشتركة ثابتة وسارية في جميع مسائل الفن، من دون نظر إلى ما هو الغرض من التدوين أصلا.
مثلا: عند الإمعان في مسائل علم النحو، يتضح أن ما يبحث عنه في تمامها ليس إلا كيفية أواخر الكلمة؛ من المرفوعية، والمنصوبية، والمجرورية، وتلك الخصوصية سارية في جميع مسائل علم النحو ولو مع الغفلة عما هو الغرض من التدوين؛ إذ من الواضح أن تلك الخصوصية السارية، لا تكون إلا لذوات المسائل بما هي مسائل، بدون أن يكون للأغراض الداعية إلى التدوين دخل فيها أصلا.
وهكذا علم الصرف والمعاني والبيان والفلسفة وغيرها، فإن الخصوصية الموجودة سارية في جميع مسائل الفلسفة الإلهية، وثابتة لتمامها، من غير دخالة للأغراض فيها؛ بل هي بنفس ذواتها واجدة لتلك الخصوصية المشتركة (1).
ولباب الكلام: أن المسائل المتشتتة في كل علم مع تشتتها، لها خصوصية