ففيه: أنه يمكن أن يقال: إن المؤثر أولها وجودا لا غير، كما يمكن اختيار ثاني الاحتمالات.
واستدل بعض آخر على عدم التداخل بما يقرب من ذلك. وحاصله: أن ظهور الشرط إنما يكون في العلية بالنسبة إلى الجزاء، فلو كان هو مع غيره أو أحدهما - معينا أو غير معين - شرطا، كان خلاف ظاهر أخذ كل شرط مستقلا في القضيتين، فلا مناص من الالتزام بعدم التداخل (1).
وفيه: أنه عبارة اخرى عما قربه المحقق الخراساني (2) مع تصرف مخل بالاستدلال.
وقد يظهر من التقريرات إشكال على عدم التداخل، محصله: أن ظاهر إطلاق الجزاء في كل من الشرطيات هو إيجاد صرف الطبيعة، وهو مما لا يتكثر كالفرد (3).
والجواب: أنه لو كان الإشكال ذلك لكان واضح البطلان؛ لأن الطبيعة قابلة للتكرار مع عدم انسلاخها عن الوحدة النوعية - كما قيل: إن المفهوم إن لم يمتنع صدقه على الكثيرين فهو كلي (4) - بل الإشكال في أن كلا من الشرطيات علة للوجوب المتعلق بالطبيعة، وهو غير قابل للتكثر (92).