من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وذكر أن خليل أبي معيط: هو أبي بن خلف. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أيضا في قوله (يوم يعض الظالم على يديه) قال: أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط، وهما الخليلان في جهنم. وأخرج ابن مردويه عنه أيضا في قوله (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) قال: كان عدو النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو جهل وعدو موسى قارون، وكان قارون ابن عم موسى. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: قال المشركون: لو كان محمد كما يزعم نبيا فلم يعذبه ربه؟ ألا ينزل عليه القرآن جملة واحدة، ينزل عليه الآية والآيتين والسورة والسورتين، فأنزل الله على نبيه جواب ما قالوا (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) إلى (وأضل سبيلا).
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس (لنثبت به فؤادك) قال: لنشدد به فؤادك ونربط على قلبك (ورتلناه ترتيلا) قال: رسلناه ترسيلا، يقول شيئا بعد شئ (ولا يأتونك بمثل) يقول: لو أنزلنا عليك القرآن جملة واحدة، ثم سألوك لم يكن عنده ما يجيب، ولكنا نمسك عليك، فإذا سألوك أجبت.
اللام في قوله (ولقد آتينا موسى الكتاب) جواب قسم محذوف: أي والله لقد آتينا موسى التوراة، ذكر سبحانه طرفا من قصص الأولين تسلية له صلى الله عليه وآله وسلم بأن تكذيب قوم أنبياء الله لهم عادة للمشركين بالله. وليس ذلك بخاص بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم و (هارون) عطف بيان، ويجوز أن ينصب على القطع و (وزيرا) المفعول الثاني، وقيل حال، والمفعول الثاني معه، والأول أولى. قال الزجاج: الوزير في اللغة الذي يرجع إليه ويعمل برأيه، والوزر ما يعتصم به، ومنه - كلا لا وزر -. وقد تقدم تفسير الوزير في طه، والوزارة لا تنافي النبوة، فقد كان يبعث في الزمن الواحد أنبياء، ويؤمرون بأن يوازر بعضهم بعضا. وقد كان هارون في أول الأمر وزيرا لموسى، ولاشتراكهما في النبوة قيل لهما (اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا) وهم فرعون