أزواجك) إلى قوله (وامرأة مؤمنة) ثم قال: لا يحل لك النساء من بعد هذه الصفة. وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أصناف النساء إلا ما كان من المؤمنات المهاجرات قال (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك) فأحل له الفتيات المؤمنات (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي) وحرم كل ذات دين غير الإسلام، وقال (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك) إلى قوله (خالصة لك من دون المؤمنين) وحرم ما سوى ذلك من أصناف النساء. وأخرج ابن مردويه عنه قال " نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتزوج بعد نسائه الأول شيئا ". وأخرج ابن مردويه عنه أيضا في الآية قال: حبسه الله عليهن كما حبسهن عليه. وأخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس قال: لما خيرهن فاخترن الله ورسوله قصره عليهن فقال (لا يحل لك النساء من بعد). وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن أم سلمة قالت: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أحل الله أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم، وذلك قول الله (ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء). وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وأحمد وعبد ابن حميد وأبو داود في ناسخه والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي من طريق عطاء عن عائشة قالت: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم لقوله (ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء). وأخرج ابن سعد عن ابن عباس مثله. وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي رزين (لا يحل لك النساء من بعد) قال: من المشركات إلا ما سبيت عند فملكت يمينك. وأخرج البزار وابن مردويه عن أبي هريرة قال: كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل: بادلني امرأتك وأبادلك امرأتي:
أي تنزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي، فأنزل الله (ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن) قال: فدخل عيينة بن حصن الفزاري إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده عائشة، فدخل بغير إذن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أين الاستئذان؟ قال: يا رسول الله ما استأذنت على رجل من الأنصار منذ أدركت، ثم قال: من هذه الحميراء إلى جنبك؟ فقال رسول الله: هذه عائشة أم المؤمنين، قال: أفلا أنزل لك عن أحسن خلق الله؟ قال: يا عيينة إن الله حرم ذلك، فلما أن خرج قالت عائشة: من هذا؟ قال: أحمق مطاع، وإنه على ما ترين لسيد قومه ".