من هذا السمك، فحمل سليمان السمك ثم انطلق به إلى منزله، فلما انتهى الرجل إلى باب داره أعطاه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم، فأخذها سليمان فشق بطنها فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه، فلما لبسه دانت له الجن والإنس والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر، فأرسل سليمان في طلبه، وكان شيطانا مريدا، فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاءوا فبنوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب، فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا أنباط معه الرصاص فأخذوه فأوثقوه وجاءوا به إلى سليمان فأمر به فنقر له تخت من رخام ثم أدخله في جوفه ثم شد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر، فذلك قوله (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا) يعني الشيطان الذي كان سلط عليه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (وألقينا على كرسيه جسدا) قال: صخر الجني تمثل على كرسيه على صورته. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن عفريتا من الجن جعل يتفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي وإن الله أمكنني منه، فلقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان (وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) فرده الله خاسئا ". وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (فامنن) يقول: أعتق من الجن من شئت وأمسك منهم من شئت.
قوله (واذكر عبدنا أيوب) معطوف على قوله - واذكر عبدنا داود - وأيوب عطف بيان، و (إذ نادى ربه) بدل اشتمال من عبدنا (أني مسني الشيطان) قرأ الجمهور بفتح الهمزة على أنه حكاية لكلامه الذي نادى ربه به، ولو لم يحكه لقال إنه مسه. وقرأ عيسى بن عمر بكسرها على إضمار القول. وفي ذكر قصة أيوب إرشاد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاقتداء به في الصبر على المكاره. قرأ الجمهور بضم النون من قوله (بنصب) وسكون