وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (نكروا لها عرشها) قال: زيد فيه ونقص ل (ننظر أتهتدي) قال: لننظر إلى عقلها فوجدت ثابتة العقل. وأخرج الفريابي وأبن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله (وأوتينا العلم من قبلها) قال: من قول سليمان. وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد نحوه. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله (فلما رأته حسبته لجة) قال: بحرا. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في أثر طويل أن سليمان تزوجها بعد ذلك. قال أبو بكر ابن أبي شيبة: ما أحسنه من حديث. قال ابن كثير في تفسيره بعد حكايته لقول أبي بكر بن أبي شيبة: بل هو منكر جدا، ولعله من أوهام عطاء بن السائب على ابن عباس، والله أعلم.
والأقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب بما يوجد في صحفهم كروايات كعب ووهب سامحهما الله فيما نقلا إلى هذه الأمة من بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان ومما لم يكن ومما حرف وبدل ونسخ انتهى، وكلامه هذا هو شعبة مما قد كررناه في هذا التفسير ونبهنا عليه في عدة مواضع، وكنت أظن أنه لم ينبه على ذلك غيري. فالحمد لله على الموافقة لمثل هذا الحافظ المنصف. وأخرج البخاري في تاريخه والعقيلي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أول من صنعت له الحمامات سليمان " وروي عنه مرفوعا من طريق أخرى رواها الطبراني وابن عدي في الكامل والبيهقي في الشعب بلفظ " أول من دخل الحمام سليمان فلما وجد حرة قال أوه من عذاب الله ".
قوله (ولقد أرسلنا) معطوف على قوله " ولقد آتينا داود " واللام هي الموطئة للقسم، وهذه القصة من جملة بيان قوله " وإنك لتلقى القران من لدن حكيم عليم " و (صالحا) عطف بيان، و (أن اعبدوا الله) تفسير للرسالة وأن هي المفسرة، ويجوز أن تكون مصدرية: أي بأن اعبدوا الله، وإذا في (فإذا هم فريقان) هي الفجائية: أي ففاجئوا التفرق والاختصام، والمراد بالفريقان المؤمنون منهم والكافرون، ومعنى الاختصام: أن كل فريق يخاصم على ما هو فيه ويزعم أن الحق معه، وقيل إن الخصومة بينهم في صالح هل هو مرسل أم لا؟ وقيل أحد