فيها لأم حرام ويدل على التعدد أيضا انه هنا لم يأكل وهناك أكل (قوله إن لي خويصة) بتشديد الصاد وبتخفيفها وتصغير خاصة وهو مما اغتفر فيه التقاء الساكنين وقوله خادمك أنس هو عطف بيان أو بدل والخبر محذوف تقديره أطلب منك الدعاء له ووقع في رواية ثابت المذكورة عند أحمد ان لي خويصة خويدمك أنس ادع الله له (قوله خير آخرة) أي خيرا من خيرات الآخرة (قوله الا دعا لي به اللهم ارزقه مالا) كذا في الأصل وعند أحمد من رواية عبيدة بن حميد عن حميد الا دعا لي به وكان من قوله اللهم إلى آخره (قوله وبارك له) وفى رواية الكشميهني وبارك له فيه وقوله فيه بالافراد نظرا إلى اللفظ ولأحمد فيهم نظرا إلى المعنى ويأتي في الدعوات من طريق قتادة عن أنس وبارك له فيما أعطيته وفى رواية ثابت عند مسلم فدعا لي بكل خير وكان آخر ما دعا لي ان قال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه ولم يقع في هذه الرواية التصريح بما دعا له من خير الآخرة لان المال والولد من خير الدنيا وكأن بعض الرواة اختصره ووقع لمسلم في رواية الجعد عن أنس فدعا لي بثلاث دعوات قد رأيت منها اثنتين في الدنيا وأنا أرجو الثالثة في الآخرة ولم يبينها وهى المغفرة كما بينها سنان بن ربيعة بزيادة وذلك فيما رواه ابن سعد باسناد صحيح عنه عن أنس قال اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه (قوله فانى لمن أكثر الأنصار مالا) زاد أحمد في رواية ابن أبي عدى وذكر أنه لا يملك ذهبا ولا فضة غير خاتمه يعنى ان ماله كان من غير النقدين وفى رواية ثابت عند أحمد قال أنس وما أصبح رجل من الأنصار أكثر منى مالا قال يا ثابت وما أملك صفراء ولا بيضاء الا خاتمي وللترمذي من طريق أبى خلدة قال أبو العالية كان لأنس بستان يحمل في السنة مرتين وكان فيه ريحان يجئ منه ريح المسك ولابى نعيم في الحلية من طريق حفصة بنت سيرين عن أنس قال وان أرضى لتثمر في السنة مرتين وما في البلد شئ يثمر مرتين غيرها (قوله وحدثتني ابنتي أمينة) بالنون تصغير آمنة (أنه دفن لصلبي أي من ولده دون أسباطه وأحفاده (قوله مقدم الحجاج البصرة) بالنصب على نزع الخافض أي من أول ما مات لي من الأولاد إلى أن قدمها الحجاج ووقع ذلك صريحا في رواية ابن أبي عدى المذكورة ولفظه وذكر أن ابنته الكبرى أمينة أخبرته انه دفن لصلبه إلى مقدم الحجاج وكان قدوم الحجاج البصرة سنة خمس وسبعين وعمر أنس حينئذ نيف وثمانون سنة وقد عاش أنس بعد ذلك إلى سنة ثلاث ويقال اثنتين ويقال إحدى وتسعين وقد قارب المائة (قوله بضع وعشرون ومائة) في رواية ابن أبي عدى نيف على عشرين ومائة وفى رواية الأنصاري عن حميد عند البيهقي في الدلائل تسع وعشرون ومائة وهو عند الخطيب في رواية الآباء عن الأبناء من هذا الوجه بلفظ ثلاث وعشرون ومائة وفى رواية حفصة بنت سيرين ولقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدى خمسة وعشرين ومائة وفى الحلية أيضا من طريق عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال دفنت مائة لا سقطا ولا ولد ولد ولعل هذا الاختلاف سبب العدول إلى البضع والنيف وفى ذكر هذا دلالة على كثرة ما جاءه من الولد فان هذا القدر هو الذي مات منهم وأما الذين بقوا ففي رواية اسحق ابن أبي طلحة عن أنس عند مسلم وان ولدى وولد ولدى ليتعادون على نحو المائة وفى هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم جواز التصغير على معنى التلطف لا التحقير وتحفة الزائر بما حضر بغير تكلف وجواز رد الهدية إذا لم يشق ذلك على المهدى وان أخذ من رد عليه ذلك له ليس من العود
(١٩٩)