وما الذي آكل من ذلك إذا بلغته وما غناي الذي يغنيني عنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت ترجو نتجا فتبلغ بلحوم ماشيتك إلى نتجك أو كنت ترجو غيثا مدرا لك فتبلغ إليها من لحوم ماشيتك أو كنت ترجو ميرة تنالها فتبلغ من لحوم ماشيتك وإن كنت لا ترجو من ذلك شيئا فاطعمه أهلك فيما بدا لك حتى تستغنى عنه قال الاعرابي ما غناي الذي أدعه أو وجدته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رويت أهلك غبوقا (1) من اللبن فاجتنب ما حرم عليك من الطعام وأما مالك فإنه ميسور كله ليس فيه حرام غير أن في نتجك من إبلك فرعا وفي نتجك من غنمك فرعا تغدوه ماشيتك حتى تستغنى ثم إن شئت أطعمته أهلك وان شئت تصدقت بلحمه وأمره بعتر من الغنم من كل مائة عتيرة (2). رواه الطبراني في الكبير والبزار باختصار كثير وفى إسناد الطبراني مساتير وإسناد البزار ضعيف. وعن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضر أحدكم ما يسد به الجوع إذا أصاب حلالا. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن دينار وهو ضعيف وعن مخول النهدي (3) ثم السلمي وكان قد أدرك الجاهلية والاسلام قال نصبت حبائل لي بالأبواء فوقع في حبل منها ظبي فانقلب بالحبل فخرجت في أثره أقفوه فوجدت رجلا قد أخذه فتنازعنا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدناه نازلا بالأبواء تحت شجرة قد استظل بنطع فقضى به بيننا شطرين قلت يا رسول الله هذه حبائلي في رجله قال هو ذاك قلت يا رسول الله إنا كنا نأتى الماء فترد علينا الإبل وهي عطاش فنسقيها من الماء هل لنا في ذلك أجر قال نعم لك في كل ذات كبد حرى أجر قلت يا رسول الله الإبل الضوال نلقاها وهي مصراة ونحن جياع قال قل يا صاحب الإبل فان جاء وإلا فحل صرارها واحلل واشرب وأعد صرارها وبق للبن دواعيه ثم أنشأ صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس زمان يكون خير المال فيه غنم بين المسجدين يعنى مسجد المدينة ومسجد مكة تأكل الشجر وترد المياه يأكل صاحبها من سلائها ويلبس من أصوافها أو قال من أشفارها والفتن
(١٦٤)