بسم الله الرحمن الرحيم أخصه من السلام بأوفر الأقسام، وأجزل السهام، وأستديم الله مدته مدى الليالي والأيام، جناب الشيخ العالم العامل الفاضل الكامل الورع الزاهد التقي العابد فريد الدهر وعين العصر، محل دقائق الإشكال، ومزيل معترض الإشكال، خاتمة المجتهدين، جمال الملة والحق والدين، أبو العباس أحمد بن السعيد المرحوم محمد بن فهد، حرسه الله بعينه التي لا تنام بحرمة محمد سيد الأنام وآله السادة الكرام.
وبعد: فإن العبد لما قصر به السعي القاصر والحد العاثر عن الوصول إلى تلك المشاهد المشرفة السنية، والابتهاج بالنظر المشرفة البهية، أرسل كتابه زائدا لما كان عن القدوم حائدا، وطلب لدائه دواءا فلم نجد الأعلى يديك شفاءا، فكن عند ظني في معاليك واعتمد عليه، وعجل لي بعود جوابي فإن العبد وإن بعدت داره وشط (1) مزاره، مواظب بدعائه، ومهد على ممر الساعات، أريح شكره، وثنائه، ومبتهل إلى الله في أن يقر عينه بمرآة كما سر أذنه بذكراه، ويرحم الله عبدا قال آمين.