فصل ينبغي له إذا عزم على الحج ان ينظر في امر نفسه ويقطع العلايق بينه وبين مخالطيه ومعامليه ويوم في كل من له عليه حق حقه ثم ينظر في امر من يخلفه ويحسن تدبيرهم ويترك لهم ما يحتاجون إليه للنفقة مدة غيبته عنهم على اقتصاد ومن غير إسراف ولا اقتار ثم يوصي بوصيته يذكر فيها ما يقربه إلى الله تعالى ويحسن وصيته ويسندها من يثق إليه من أخواته المؤمنين فصل فإذا عزم على الخروج فليصل ركعتين يقرا فيهما ما شاء من القران قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما استخلف رجل على أهله بخلافه أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفر ويقول اللهم إني استودعك نفسي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي فما قال ذلك أحد الا أعطاه الله عز وجل ما سأل فصل ثم يستفتح سفره بشئ من الصدقة فقد روى ابن بابويه في الصحيح عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) تصدق واخرج اي يوم شئت وفي الصحيح عن حماد بن عثمان قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) يكره السفر في شئ من الأيام المكروه مثل الأربعاء وغيره فقال افتتح سفرك بالصدقة واخرج إذا بذلك وعن محمد بن مسلم عن الباقر (عليه السلام) قال كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى السلامة من الله بما يتسر له ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب وإذا سلمه الله فانصرف حمد الله عز وجل وشكره وتصدق بما تيسر وله عن كردين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع الله عنه نحس ذلك اليوم وفي الصحيح عن ابن أبي عمير قال كنت انظر في النجوم واعرفها واعرف المطالع فيدخلني من ذلك شئ فشكوت بذلك إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) فقال إذا وقع في نفسك شئ فتصدق على أول مسكين ثم امض فان الله عز وجل يدفع عنك فصل فإذا خرج من داره قالم على الباب تلقاء وجهه الذي يتوجه ويقرا فاتحة الكتاب امامه وعن يمينه وعن شماله والمعوذتين امام وعن يمينه وعن بشماله وقل هو الله أحد امامه وعن يمينه وعن يساره واية الكرسي امامه ون يمينه وعن يساره ويقول اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي ملا عك الجميل رواه ابن بابويه عن الكاظم (عليه السلام) ويستحب أيضا ان يدعو بدعاء الفرج وغيره من الأدعية المذكورة في مظانها فصل وكان الصادق (عليه السلام) إذا وضع رجله في ركاب يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ويسبح الله سبعا ويحمده سبعا ويهلله سبعا وروى ابن بابويه عن الأصبغ بن نباتة قال أمسكت لأمير المؤمنين (عليه السلام) الركاب وهو يريد أن يركب فرفع رأسه ثم ثم تبسم فقلت يا أمير المؤمنين رايتك رفعت رأسك وتبسمت قال نعم يا اصبغ المسكت لرسو ل الله (صلى الله عليه وآله) كما أمسكت لي فرفع رأسه وتبسم فسألته كما سألتني وسأخبرك كما أخبرني أمسكت لرسول صلى الله عليه وآله الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفعت رأسك إلى السماء فتبسمت فقال يا علي انه ليس من أحد يركب ما أنعم الله عليه ثم يقرا اية السخرة ثم يقول استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه اللهم اغفر لي ذنوبي ولا يغفر الذنوب الا أنت الا قال السيد الكريم يا ملائكتي عبدي يعلم ا نه لا يغفر الذنوب غيري اشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه فصل وروى معوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفره إذا اهبط سبح وإذا صعد كبر وعن أبي عبيده عن أحدهما (عليهم السلام) قال إذا كنت في سفر فلال لهم اجعل سيرى عبرا وصمتي نفكر أو كلا مي ذكرا وقال رسو ل الله (صلى الله عليه وآله) والذي نفسي بيده ما هلل مهلل ولا كبر مكبر على شرف من الاشراف الأهل ما خلفه وكبر ما بين يديه بتهليله وتكبيره حتى يبلغ مقطع التراب فصل وا ذا المشرف على منزل أو قرية أو بلد قال اللهم رب السماوات ما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت وربت الرياح وما درت وربت الأنهار وما جرت عرفنا خير هذه القرية وخير أهلها وأعذنا من شرها وشر أهلها انك على كل شئ قدير فصل ويستحب حمل العصاء في السفر روى ابن بابويه قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خرج في سفر ومعه عصا لو زمر وتلي هذه الآية ولما توجه تلقاء مدين إلى قوله والله على ما نقول وكيل أمنه الله من كل سبع ضار ومن كل لص عاد ومن كل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله وكان معه سبعته وسبعون من المعتقبات يستغفرون له حتى يرجع فصل ويضعها فصل ويستحب حسن الخلق في السفر وكظم الغيظ وكف الأذى والورع روى أبو الربيع الشامي قال كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) والبيت غاص باهله فقال ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه و من لم يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه ومخالفة من خالفه وعن صفوان الجمال عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان أبي (عليه السلام) يقول ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال خلق يخالق به من صحيحه وحلم يملك به غصبه أو ور بحجرة عن محارم الله عز وجل وقال الصادق (عليه السلام) ليس من المروة ان يحدث الرجل بما يلقي في السفر من خير أو شر وروى محمد بن مسلم عن الباقر (عليه السلام) قال من خالطت فان استطعت ان تكون يدك العليا عليه فافعل وقال عمار بن مروان الكلبي أوصاني أبو عبد الله (عليه السلام) فقال أو صيك بتقوى الله وأداء الإمامة وصدق الحديث ولمن صحبك ولا قوة الا بالله فصل روى حماد بن عيسى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لقمن لابنه إذا سافرت فأكثر استشارتهم في امرك وأمورهم وأكثر التبسم في وجههم وكنتن كريما على زادك بينهم وإذا دعوك فأجبهم وان استعانوا بك فأعنهم واستعمل طولا لصمت وكثر الصلاة وسخاء النفس بما معك كمن دابة أو ماء أو زاد وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم واجهد رأيك لهم إذا استشارك وثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل
(٦٤٦)