هذا فلو تمكن من الحكم بالحق وحكم بحكم أهل الخلاف كان باطلا وكان إثمه عظيما لما تقدم ولما رواه الشيخ عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي عليهم السلام انه اشتكى عينه فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا علي عليه السلام يصيح فقال له النبي صلى الله عليه وآله أجزعا أم وجعا يا علي قال يا رسول الله ما وجعت وجعا أشد منه قال يا علي ان ملك الموت إذا نزل ليقبض روح الفاجر انزل معه صفودا من نار فيقبض روحه بها فيصيح جهنم فاستوى علي عليه السلام جالسا فقال يا رسول الله أعد علي حديثك فقد انساني وجعي ما قلت فهل يصيب ذلك أحد من أمتك فقال نعم حكاما جايرين واكل مال اليتيم وشاهد الزور. مسألة: وكما يجوز للفقهاء والصادقين بمدارك الاحكام وتفاصيلها الحكم بين الناس يجوز لهم الافتاء بينهم ويجب عليهم ذلك غيبة الاسلام إذا آمنوا الضرر ولم يخافوا على أنفسهم ولا أحد من المؤمنين قال الله تعالى ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وقال تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون وروى الشيخ عن يوسف بن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام لعن رسول الله صلى الله عليه وآله من نظر إلى فرج امرأة لا يحل له ورجلا خان أخاه في امرأته ورجلا احتاج الناس إليه ليتفقه فسألهم الرشواء إذا ثبت هذا فإنه يجب على المفتي ان يفتي عن معرفة لا عن تقليد وانما يحل له الفتيا بعد المعرفة بالأحكام ومداركها والأصول والنحو المحتاج إليه في ذلك واللغة المحتاج إليه فيه ولا يحل له ان يفتي بغير علم لما رواه الشيخ في الصحيح عن أبي عبيدة قال قال أبو جعفر عليه السلام من افتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنه الله وملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه مسألة: ولو خاف على نفسه من الفتياء بالحق جاز له مع الضرر وخوفه من الافتاء بمذهب أهل الخلاف لهم أو لسكوت لأهل الضرورة ولانا جوزنا الحكم على مذهب أهل الخلاف للضرورة فالفتيا أولى ويؤيده ذلك ما رواه الشيخ عن علي بن السندي عن أبيه قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يأتيه من يسأله عن المسألة فيتخوف ان هو افتى بها ان تشيع عليه فسكت عنه أو تعينه بالحق أو تعينه بما لا يتخوف على نفسه قال السكوت عنه أعظم اجرا وأفضل وعن عبد الله بن المغيرة عن معاد الهوى وكان أبو عبد الله عليه السلام يسمى النحوي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اني اجلس في المسجد فيأتيني الرجل فإذا عرفت أنه يخالفكم أخبره بقول غيركم وإذا كان ممن لا أدري أخبره بقولكم وقول غيركم فيختار لنفسه وإذا كان ممن يقول بقولكم أخبرته بقولكم فقال رحمك الله فهكذا فاصنع. مسألة: قال الشيخ (ره) يجوز للفقهاء العارفين إقامة الحدود في حال غية الامام كما لهم الحكم بين الناس مع الامن من ضرر سلطان الوقت ويجب على الناس مساعدتهم على ذلك لما رواه الشيخ عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (ع) قال سألته من يقيم الحدود السلطان أو القاضي فقال إقامة الحدود من إليه الحكم وقد ثبت ان للفقهاء الحكم بين الناس فكذا لهم إقامة الحدود ولان تعطيل الحدود حال الغيبة الامام مع التمكن من استيفائها يقتضي إلى الفساد فكان سايغا وهو قوي عندي. مسألة: ويجوز لفقهاء أهل الحق ان يجمعوا بالناس الصلوات كلها من الفرايض الخمس والعيدين استحبابا مؤكدا مع عدم الخوف اما الجمعة فقال بعض أصحابنا يجوز لهم إقامة الجمع ويخطبون الخطبتين مع الخوف ومنع سلار وابن إدريس من ذلك وأوجبوا الصلاة أربع ركعات وهو الأقرب وقد سلف في كتاب الصلاة. مسألة: لا يجوز لاحد ان يعرض نفسه للتولي من قبل الظالمين الا ان يقطع ويعلم علما يقينا انه لا يتعدى الواجب ولا يرتكب القبيح ويتمكن من وضع الأشياء موضعها ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فان علم أنه يخل بواجب أو يرتكب قبيحا أو غلب على ظنه ذلك فلا يجوز له التعرض بحال من الأحوال مع الاختيار فان أكره على الدخول فيه واضطر به إلى التقية جاز له حال ذلك ويجتهد لنفسه من المظالم حسب ما أمكنه على ما قدمناه فصول: في هذا الكتاب روى الشيخ عن زيد بن علي عن أبيه عن ابائه عليهم السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله للشهيد سبع خصال من الله أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب والثانية يقع رأسه في حجر زوجته من الحور العين ويمسحان الغبار عن وجهه فيقولان مرحبا بك ويقول هو مثل ذلك لهما والثالثة يكسى من كساء الجنة والرابعة يبتدره خزنة الجنة من كل ريح طيبة انهم يأخذ معهم والخامسة ان يرى منزله والسادسة يقال لزوجته اسرح في الجنة حيث سالت والسابعة ان ينظر في وجه الله وانها الراحة لكل نبي وشبهه. فصل: ودعاء الغازي مستجاب لأنه قد بذل نفسه في مرضات الله تعالى فلا يحجب دعاؤه ولا يحرم مطلوبه من كرم الأكرمين روى الشيخ عن عيسى بن عبد الله القمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال ثلاث دعوات مستجابة أحدهم الغازي في سبيل الله فانظروا كيف يخلفوه. فصل: ويستحب ابلاغ رسالة الغازي لأنه في أعظم الطاعات روى الشيخ عن رسول الله صلى الله عليه ولبه قال من بلغ رسالة غاز كمن أعتق رقبة وهو شريكه في ثواب غزوته فصل: روى الشيخ عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عن قول أمير المؤمنين عليه السلام لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش فقال في سبيل الله. فصل: وروى الشيخ عن مسعدة بن صدقة قال حدثني من ليلى عن أبي عبد الله بن عبد الرحمن السلمي قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ان الجهاد باب من أبواب فتحه الله لخاصة أولياءه وسوغهم كرامة منه ونعمة ذخرها والجهاد لباس
(٩٩٥)