فأحسنها وأمتنها هو كتاب المكاسب في الفقه المعاملي الذي لم يكن له نظير ولا بديل إلى الآن. وهو بحيث لا يستغني فقيه عن النظر فيه والغور في جمل معانيه واستخراج لئاليه ومراميه وبسبب هذه المكانة السامية العليا جعل من بدو تأليفه رحى البحث والتحقيق في مرحلتي السطح والخارج في الحوزات العلمية.
ويكفيك من عظم شأنه وعلو منزلته تأكيد ذوي الخبرة من أساطين الفقه بأن من فهم هذا الكتاب يكون مجتهدا البتة ومن يفهم هذا الكتاب الدقيق؟!
ولأجل هذا اهتم بعض الأعاظم على شرحه والتعليق عليه وكان من أفضلهم هو:
1 - المولى محمد كاظم الآخوند الخراساني.
2 - السيد محمد كاظم الطباطبائي.
3 - الميرزا علي الإيرواني.
4 - الميرزا محمد حسين النائيني (تقريرا لدرسه الشريف بقلم تلميذيه).
5 - الشيخ محمد حسين الأصفهاني.
وإني قد كنت أراجع كتب هؤلاء الأعلام قدس سرهم منذ اشتغالي بالبحث والفحص عن مباحث المكاسب وكان يخطر ببالي أن هناك عوائق وعويصات بحيث لا يستطيع الباحث من الاستفادة منها بالنحو الأتم.
من أهمها:
1 - اختلاط المطالب المرتبطة بتوضيح مراد صاحب المكاسب بالمطالب التي تحكي عن نظرات المعلقين والمحشين وهذا يعني عدم انفكاك شرح المكاسب من آراءهم الخاصة بهم ربما يضيع زمانا كثيرا من أوقات المحققين المراجعين.
2 - الاتيان بمتن المكاسب بصورة ناقصة ومقطعة، لا بصورة موضوعية كاملة (يعني بصورة عنوان قوله:... الخ - أقول:...).
وهذا يوجب عدم الارتباط بين الحواشي ومتن المكاسب وعدم وضوح آراء المحشين بصورة رائعة ممتعة