مقدمة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل بريته المبعوث رحمة للعالمين والناسخ بشريعته السمحاء شرايع الأولين، وعلى عترته الذين فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن وعيبات علم الملك العلام، أساس الدين وعماد اليقين، فسعد من اهتدى بهداهم وشقي من تنكب عن سبلهم.
أما بعد فلا يخفى على ذوي الألباب، ما لعلم الفقه من الأهمية في نظر الدين الاسلامي باعتباره القانون الإلهي الذي يعني بتنظيم شؤون الحياة بجميع أبعادها.
وعلماء الدين وفقهاء المذهب قد بذلوا في مختلف جوانب الفقه جهودا جبارة ومساعي مشكورة، حيث ألفوا العديد من المصنفات والموسوعات في هذا الحقل.
وهيأ الله تعالى لهذا العلم في العصور الأخيرة ابطالا من فحول العلماء، عمقوا أبحاث هذا العلم ومتنوا قواعده وأحكموا أسسه واكتشفوا آفاقا جديدة من هذا العلم.
ومن هذا الفحول الأعاظم الإمام المجدد الشيخ الأعظم الأنصاري الرائد الأول للتجديد العلمي في العصر الأخير، فألف قدس سره في هذا المجال كتبا عديدة.