وانحرف يمينا أو شمالا ويستر ما يلقيه من فيه.
ولا ينبغي أن يتخذ المسجد متاجر ولا مجالس للحديث لا سيما بالهزل وما لا يتضمن ذكر الله وتعظيمه.
وبناء المساجد فيه فضل كبير وثواب جزيل، ويستحب أن لا يعلى بل يكون وسطا وروي أنه يستحب أن لا تكون مظللة، ولا يجوز أن تكون مزخرفة أو مذهبة أو فيها شئ من التصاوير أو مشرفة بل المستحب أن تبنى جما. ويكره أن تبنى المنارة في وسط المسجد بل ينبغي أن تبنى مع حائطه أو خارجه، ويكره أن تعلى عليه على ما روي في الأخبار، ويكره أن يكون في المساجد محاريب داخلة في الحائط، وينبغي أن تكون الميضاة على أبوابها ولا يجوز أن تكون داخلها، فإذا استهدم مسجد فينبغي أن يعاد مع التمكن من ذلك، فإن لم يتمكن من إعادته فلا بأس باستعمال آلته في بناء غيره من المساجد.
ولا يجوز أن يؤخذ شئ من المساجد لا في ملك ولا في طريق ويكره الجواز فيها وجعل ذلك طريقا ليقرب عليه ممره، وينبغي أن تجنب المجانين والصبيان والضالة وإقامة الحدود وإنشاد الشعر ورفع الأصوات إلا بذكر الله تعالى. ولا بأس بالأحكام فيها وليس ذلك بمكروه.
لأن أمير المؤمنين ع حكم في جامع الكوفة وقضى فيه بين الناس بلا خلاف، ودكة القضاء إلى يومنا هذا معروفة. وقد قال شيخنا أبو جعفر الطوسي رحمه الله في نهايته: ينبغي أن تجنب المساجد الأحكام ورجع عن ذلك في مسائل الخلاف وهذا هو الصحيح وإنما أورد ما رواه من أخبار الآحاد ولو لم يكن الأمر على ما قلناه كأن يكون مناقضا لأقواله.
ولا يجوز التوضؤ من الغائط والبول وإزالة النجاسات في المساجد، ولا بأس بالوضوء فيها من غير ذلك، ويكره النوم في المساجد كلها وأشدها كراهة المسجد الحرام ومسجد الرسول ع، وإذا أجنب الانسان في أحد هذين المسجدين يتيمم من مكانه على طريق الوجوب ثم يخرج على ما قدمناه ولا يلزمه ذلك في غيرهما.
ويستحب كنس المساجد وتنظيفها والإسراج فيها، ولا ينبغي لمن أكل شيئا من المؤذيات مثل الثوم والبصل والكراث أن يقرب المسجد حتى تزول رائحته عنه.
ولا يجوز الدفن في شئ من المساجد، ومن كان في داره مسجد قد جعله للصلاة كان