فمن فعله بغير تقية كان مبدعا مأثوما، وكذلك اختلف الفقهاء في تفسيره والدليل على أن فعله لا يجوز إجماع طائفتنا بغير خلاف بينهم، وأيضا لو كان التثويب مشروعا لوجب أن يقوم دليل شرعي يقطع العذر على ذلك ولا دليل عليه، وأيضا لا خلاف في أن من ترك التثويب لا يلحقه ذم ولا عقاب لأنه إما أن يكون مسنونا على قول بعض الفقهاء أو غير مسنون على قول البعض الآخر، وفي كلا الأمرين لا ذم في تركه ويخشى من فعله أن يكون بدعة ومعصية تستحق بها الذم فتركه أولى وأحوط في الشريعة.
والإقامة مثنى مثنى، وهو مذهب أصحاب كلهم. ولا يجوز الأذان لشئ من صلاة النوافل ولا الفرائض سوى الخمس.
والأذان والإقامة خمسة وثلاثون فصلا: الأذان ثمانية عشر فصلا والإقامة سبعة عشر فصلا.
الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح حي على خير العمل حي على خير العمل الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله لا إله إلا الله.
والإقامة سبعة عشر فصلا على ما قدمناه لأن فيها نقصان ثلاثة فصول من الأذان وزيادة فصلين، فالنقصان تكبيرتان من الأربع الأولى وإسقاط التكرير من لفظ لا إله إلا الله في آخره والاقتصار على دفعة واحدة، والزيادة أن تقول بعد حي على خير العمل: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، ولا يعرب أواخر الكلم بل يكون موقوفة بغير إعراب.
والمستحب أن يرتل الأذان وتحدر الإقامة، والترتيل هو التبين في تثبت وترسل، والحدر هو الإرسال والاستعجال، ثم يقف فيها دون زمان الوقف والتثبت في الأذان، ومن أذن فالمستحب له أن يرفع صوته فإذا لم يستطع فإلى الحد الذي يسمع معه نفسه، ومن صلى منفردا فالمستحب له أن يفصل بين الأذان والإقامة بسجدة أو جلسة أو خطوة، والسجدة أفضل إلا في الأذان للمغرب خاصة فإن الجلسة أو الخطوة السريعة فيها أفضل، وإذا صلى في