بعضه مع الجانب الأيسر وأين هذا من الترتيب الذي نحن بصدد اثباته اللهم إلا أن يقال: معناه من قرن الأيمن وقرن الأيسر ومعناه - كما مر - جميعه فح الضمير في قرنه وقدمه راجع إلى الشق الأيمن والأيسر لا إلى الميت ولكن هذا المعنى خلاف الظاهر.
وروى الصدوق في الفقيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: غسل الميت مثل غسل الجنب (1) وفي رواية يونس عنهم عليهم السلام في حديث قال بعد ذكر بعض المقدمات والمستحبات: ثم اغسل رأسه بالرغوة (2) وبالغ في ذلك إلى أن قال: ثم اضجعه على جانبه الأيسر وصب الماء من نصف رأسه إلى قدميه (مه خ ل) ثلاث مرات إلى أن قال: ثم اضجعه على جانبه الأيمن فافعل به مثل ذلك (3).
فإن هذا الرواية مثل الرواية الأولى فإن قوله (عليه السلام) ثم اغسل رأسه إن كان بعنوان الغسل فلا معنى لقوله (عليه السلام) وصب الماء من نصف رأسه إلى قدميه لأنه قد غسل الرأس أولا ولا معنى لغسل نصفه ثانيا مع الطرف الأيمن ونصفه الآخر مع الأيسر وإن كان غسل الرأس من باب المقدمة كما يكون ما قبله من المذكورات في الرواية كذلك فح يجوز غسل الرأس مع البدن ولا يجب تقديمه عليه فلا يجب الترتيب بين أجزاء الغسل نعم بعض روايات غسل الميت ظاهر في وجوب الترتيب مثل حسنة الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أردت غسل الميت فاجعل بينك وبينه ثوبا يستر (عنك خ) عورته إما قميص قيمصا خ ل وإما غيره ثم تبدأ بكفيه و (تغسل) رأسه ثلاث مرات ثم ساير جسده وابدأ بشقه الأيمن الحديث (4) ومثل رواية أبي العباس عنه عليه السلام قال: سألته عن غسل الميت فقال: أقعده وأغمز بطنه غمزا رفيقا ثم طهره من غمز البطن ثم تضجعه ثم تغسله تبدأ بميامنه الحديث (5) ولكن حملهما على ما حملنا عليه الروايتين المتقدمتين ممكن فالترتيب غير مستفاد وجوبه من أخبار غسل الميت هذا.
ولكن الانصاف أن هاتين الروايتين غير خاليتين عن الظهور في وجوب الترتيب