فقال: تصب على يديك الماء فتغسل كفيك ثم تدخل يدك في الإناء فتغسل فرجك ثم تمضمض وتستنشق وتصب الماء على رأسك ثلاث مرات وتغسل وجهك وتفيض على جسدك الماء (1).
ومثل رواية ابن أبي نصر قال: قال الرضا عليه السلام: في غسل الجنابة تغسل يدك اليمنى من المرفق إلى أصابعك ثم تدخلها في الإناء ثم اغسل ما أصاب منك ثم أفض على رأسك وساير جسدك (2) وهاتان الروايتان وإن ذكر فيهما أولا الرأس ولكن حيث كان عطف الجسد عليه بالواو وهي لا تدل على الترتيب فلا تدلان على وجوب الترتيب بين الرأس والجسد ومثلهما في عدم الدلالة على الترتيب رواية الحكم بن الحكيم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن غسل الجنابة فقال: أفض على كفك اليمنى من الماء فاغسلها إلى أن قال: وأفض على رأسك وجسدك فاغتسل (3) ولكن بعض الأخبار يدل على وجوب الترتيب بين الرأس وساير الجسد فمنها صحيحة زرارة قال: قلت: كيف يغتسل الجنب فقال: إن لم يكن أصاب كفه شئ غمسها في الماء ثم بدا بفرجه فأنقاه بثلاث غرف ثم صب على رأسه ثلاث أكف ثم على منكبه الأيمن مرتين وعلى منكبه الأيسر مرتين فما جرى عليه الماء فقد أجزأه (4).
هذه الرواية تدل على وجوب الترتيب بين الرأس وسائر الجسد ولكن لا تدل على الترتيب بين الشق الأيمن والأيسر لعدم دلالة الواو على أزيد من مطلق الجمع إلا أن يقال: إن عطف المنكب الأيمن بثم بعد الرأس يكشف عن أن غسل الأيمن لا بد من أن يكون بعد غسل الرأس فقهرا غسل الأيسر يكون بعد الأيمن وهو معنى الترتيب ومنها رواية محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: سألته عن غسل الجنابة فقال: تبدأ بكفيك فتغسلهما ثم تغسل فرجك ثم تصب الماء على رأسك ثلاثا ثم تصب الماء على سائر جسدك مرتين الخبر (5) ومنها رواية سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أصاب الرجل جنابة فأراد الغسل إلى أن قال (عليه السلام): ثم ليصب على رأسه ثلاث مرات ملأ كفيه ثم يضرب بكف من ماء على صدره وكف بين كتفيه ثم يفيض الماء على جسده كله الخبر (6) وهذه الرواية من الأخبار التي تدل