تعلم أنه ميتة بعينه (1) ومثلها صحيحة الأخرى (2) ورواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الخفاف يأتي السوق فيشتري الخف لا يدري أذكى هو أم لا ما تقول في الصلاة فيه وهو لا يدري أيصلي فيه؟
قال: نعم أنا أشتري الخف من السوق ويصنع لي وأصلي فيه وليس عليكم المسألة (3) وكذا رواية الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أعترض السوق فاشتري خفا لا أدري أذكى هو أم لا قال: صل فيه قلت: فالنعل قال: مثل ذلك قلت: إني أضيق من هذا قال: أترغب عما كان أبو الحسن عليه السلام يفعله؟ (4) ورواية عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أدخل سوق المسلمين أعني هذا الخلق الذين يدعون الاسلام فأشتري منهم الفراء للتجارة فأقول لصاحبها:
أليس هي ذكية فيقول: بلى هل يصلح لي أن أبيعها على أنها ذكية فقال: لا ولكن لا بأس أن تبيعها وتقول: قد شرط لي الذي اشتريتها منه أنها ذكية قلت: وما أفسد ذلك قال: استحلال أهل العراق للميتة وزعموا أن دباغ جلد الميتة ذكاته ثم لم يرضوا أن يكذبوا في ذلك إلا على رسول الله صلى الله عليه وآله (5) وتدل على ذلك أيضا رواية إسماعيل بن عيسى قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن جلود الفراء يشتريها الرجل في سوق من أسواق الخيل (الجبل) أيسأل عن ذكاته إذا كان البائع مسلما غير عارف قال: عليكم أنتم أن تسألوا عنه إذا رأيتم المشركين يبيعون ذلك وإذا رأيتم (رأيتموهم خ ل) يصلون فيه فلا تسألوا عنه (6).
ويستفاد من هذه الرواية أن المفروض في السؤال أن ذلك السوق كان مختلطا فيه المسلمون والكفار ولم يكن بحيث كان غالب أفراده المسلمين ليعد سوق الاسلام فلذا لم يعتد عليه السلام بيد المسلم فقال: وإذا رأيتم (أي المسلمين) يصلون فيه (أي يعاملونه معاملة المذكى) فلا تسئلوا عنه ومعناه والله العالم - أن المسلم غير العارف المختلط مع الكفار بحيث لا يكون غلبة الأفراد مع المسلمين لا بد لكم إما أن تسألوا عن ذكاة الفراء التي اشتريتموها منه