أو شرطا ومقدمة في التيمم فلذا ذكروه عليهم السلام في هذه الأخبار ولا يستفاد من هذه الروايات أكثر من دخله في التيمم أما أنه بنحو الجزئية فلا يستفاد منها بل يستفاد من رواية زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال: قلت له: رجل دخل الأجمة ليس فيها ماء وفيها طين ما يصنع قال: يتيمم فإنه الصعيد قلت: فإنه راكب ولا يمكنه النزول من خوف وليس هو على وضوء قال: إني نفسه من سبع أو غيره وخاف فوت الوقت فليتيمم يضرب بيده على اللبد والبرذعة ويتيمم ويصلي (1) - أن التيمم غير الضرب على الأرض حيث قال: يضرب بيديه على اللبد والبرذعة ثم قال: ويتيمم فيظهر منه أن التيمم غير الضرب على اللبد والبرذعة.
ولكن يستفاد من بعض الأخبار عكس ذلك فإن رواية إسماعيل بن همام الكندي عن الرضا عليه السلام قال: التيمم ضربة للوجه وضربة للكفين (2) ظاهرة في أن التيمم نفس الضربة أو الضربتين.
ويمكن أن يقال: إنه الرواية كمفاد سائر الأخبار من ظهور كون الضربة مقدمة للتيمم إذ من المعلوم أن التيمم ليس هو الضربة فقط فحمل الضربة على التيمم فيه نوع من التجوز باعتبار دخلها في التيمم في الجملة.
ثم بناء على دخالة الضرب أو الوضع على الأرض شرطا أو شطرا - والظاهر هو الأول - أي دخالته شرطا - هل يكفي كل واحد من وضع اليد أو ضربها على الأرض أو لا بد من الضرب عليها ولا يكفي مطلق وضع اليد يحتمل القول الأول لدلالة الأخبار المتقدمة المشتملة على كل من الوضع والضرب فالتعبير بالضرب في سائر الأخبار لعله باعتبار أنه من مصاديق وضع اليد لأن الضرب على الأرض هو وضع اليد عليها بشدة ودفع فلذا قد عبروا عليهم السلام عن وضع اليد بالوضع تارة وأخرى بالضرب وكلاهما واحد ويؤيده أنه قد يعبر عن شئ بضرب اليد عليه خصوصا بالفارسية مثلا يقال بالفارسية: (دست باين جيز نزن) مع أنه ليس المراد الضرب عليه بل المراد النهي عن مسه ولمسه باليد كما هو واضح إلا أنه يمكن أن يقال: إن لي الأرض وإن كان بمعنى وضع اليد عليها إلا أن الضرب هو الوضع مع الزيادة وهي القوة والشدة ولم يعلم بكفاية غير الضرب فإن أخبار الوضع وإن كانت كثيرة إلا أن أخبار الضرب أكثر