الوجوه على الأيدي.
وأما الأخبار فمنها الأخبار البيانية كقوله عليه السلام حكاية عن فعل النبي صلى الله عليه وآله: ثم مسح جبينه بأصابعه وكفيه إحداهما بالأخرى (1) وقوله عليه السلام حكاية عنه صلى الله عليه وآله أيضا: فوضع يديه على الأرض ثم رفعهما فمسح وجهه ويديه (2) إلى غير ذلك من الأخبار البيانية.
ومنها الأخبار غير البيانية مثل رواية زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في التيمم قال:
تضرب بكفيك الأرض ثم تنفضهما وتمسح بهما وجهك ويديك (3).
ومنها رواية ليث المرادي عن أبي عبد الله عليه السلام في التيمم قال: تضرب بكفيك على الأرض مرتين ثم تنفضهما وتمسح بهما وجهك وذراعيك (4).
ومنها رواية إسماعيل بن همام الكندي عن الرضا عليه السلام قال: التيمم ضربة للوجه وضربة للكفين (5) إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة المقدمة للوجه على اليدين ولا يرد على هذه الأخبار بأن العطف في جميعها وكذا الآية المباركة بالواو وهي لا تفيد الترتيب لأنا نقول: إنها حيث كانت في مقام تعليم الأمة الاسلامية فهي ظاهرة في الترتيب بعد ما قدم الوجه على اليدين في الآية والأخبار ولم يذكر غير هذا الوجه فيهما لكيفية التيمم.
وأما وجوب الترتيب بين اليدين بأن تقدم اليمنى على اليسرى فإن ظاهر أكثر أخبار التيمم وإن كان عدم وجوبه لأنه لم يذكر فيها الترتيب بين اليدين بل اطلاق بعض الأخبار ينفيه إلا أن رواية زرارة المشتملة على قصة عمار بن أبي جعفر عليه السلام إلى أن قال:
فضرب بيده على الأرض ثم ضرب إحداهما على الأخرى ثم مسح بجبينيه ثم مسح كفيه كل واحدة على الأخرى فمسح باليسرى على اليمنى واليمنى على اليسرى (6) ظاهرة في وجوب الترتيب حيث إنه عليه السلام قدم مسح اليمنى باليسرى على مسح اليسرى.
وكذا روايته الأخرى عنه أيضا عليه السلام المشتملة على قصة عمار إلى أن قال: ثم وضع يديه جميعا على الصعيد ثم مسح من بين عينيه إلى أسفل حاجبيه ثم دلك إحدى يديه