الطبيعية لا يخالف كونها أول المواد العقلية للموجودات الصورية الإلهية بل يؤكده لان الموجود ما لم يتجاوز حدود الجسمية والجمادية والنباتية والحيوانية لم يتخط إلى أولى درجات العقلية أولا ترى ان جميع الموجودات الطبيعية من شانها ان تصير معقولة إذ ما من شئ الا ويمكن ان يتصور في العقل اما بنزعه وتجريده عن المادة و اما بنفسه صالح لان تصير معقولة لا بعمل من تجريد وغيره يعمل فيه حتى تصير معقولة بالفعل وقد سبق ان معنى تجريد المحسوس حتى يصير معقولا ليس بحذف بعض الصفات عنه واثبات البعض بل معناه نقله عن الوجود المادي إلى الوجود العقلي بواسطة نقله أولا إلى الحس ثم إلى الخيال ثم إلى العقل فكذلك الامر في جانب النفس فالنفس الحساسة أولى درجات الحيوانية بعد طيها مرتبه الاسطقسات والجماد والنبات وهي في الابتداء حساسة بالفعل متخيلة بالقوة كما هو الحال في بعض الحيوانات
(٤٣٥)