الجزء الذي كالمادة بالجزئين جميعا فصوره الجزء الذي كالمادة حاله في الجزء الذي كالمادة وبالجزء الذي كالصورة فهي أكثر من ذاتها هذا خلف (1) واعتبر مثل هذا في جانب الجزء الذي كالصورة (2) وكذلك ان وضع انه يعقل كل جزء بكل جزء (3) فقد بطلت اذن الأقسام الثلاثة وصح ان الصورة العقلية ليست نسبتها إلى العقل بالقوة نسبه الصورة الطبيعية إلى الهيولى الطبيعية بل هي إذا حلت في العقل بالقوة اتحد ذاتاهما شيئا واحدا ولم يكن قابل ومقبول متميزا الذات فيكون حينئذ العقل بالفعل بالحقيقة هو الصورة المجردة المعقولة وهذه الصورة إذا كانت تجعل غيرها عقلا بالفعل بان يكون له فان كانت قائمه بذاتها فهي أولى بان يكون عقلا بالفعل فإنه لو كان الجزء من النار قائما بذاته لكان أولى بان يحرق والبياض لو كان قائما بذاته لكان أولى بان يفرق البصر وليس يجب للشئ المعقول ان يعقله غيره لا محاله فان العقل بالقوة يعقل لا محاله ذاته انه هو الذي من شانه ان يعقل غيره فقد اتضح من هذا ان كل ماهية جردت عن المادة وعوارضها فهي معقولة بذاتها بالفعل وهي عقل ولا يحتاج في أن تكون معقولة إلى شئ آخر يعقلها انتهى كلامه أقول ولعل الشيخ تكلم هاهنا على طريق التكلف والمداراة مع طائفة من المشائيين من غير أن ينساق بطبعه إلى تحقيق هذا المرام والا لوجب عليه ان يدفع
(٤٤٠)