الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٤٣١
يفعلون بها الصناعة حتى يصيروا صناعا وهذا العقل من بعد أن صارت لذلك العقل ملكه واستفاد ان يعقل وان يفعل فإنما يكون في الذين قد استكملوا صاروا ان يعقلوا فهذا هو العقل الثاني واما العقل الثالث وهو غير الاثنين الموصوفين فهو العقل الفعال وهو الذي به يصير الهيولاني ملكه وقياس هذا الفاعل كما يقول أرسطو قياس الضوء لأنه كما أن الضوء هو علة للألوان المبصرة بالقوة في أن يصير بالفعل كذلك هذا العقل يجعل العقل الهيولاني الذي بالقوة عقلا بالفعل بان يثبت فيه ملكه التصور العقلي وهذا هو بطبيعته معقول وهو بالفعل هكذا لأنه فاعل التصور العقلي وسائق العقل الهيولاني إلى العقل بالفعل كذلك هو أيضا عقل لان الصور الهيولانية انما تصير معقولة بالفعل إذا كانت بالقوة معقولة وذلك أن العقل يفردها من الهيولاني التي معها وجودها بالفعل فيجعلها هو معقولة وحينئذ إذا عقلت كل واحده منها فإنها تصير بالفعل معقولا وعقلا ولم يكن من قبل ولا في طبيعتها هكذا لان العقل بالفعل ليس هو شيئا غير الصورة المعقولة فكذلك كل واحده من هذه التي ليست معقولة على الاطلاق إذا عقلت صارت عقلا لأنه كما أن العلم الذي بالفعل انما هو بالمعلوم الذي بالفعل (1) والمعلوم الذي هو بالفعل انما هو الكل وهذا العقل اما ان يكون هو وحده يدبرها هاهنا (2) بردها إلى

(1) أي كما أن العلم بالفعل بالمعلوم بالفعل كذلك العاقل بالفعل والعقل بالفعل بالمعقول بالفعل فالمعقول عقل وعاقل بالفعل س ره (2) لما فرغ عن الشأن العلمي لهذا العقل شرع في الشأن العملي له لأنه فعال كما أنه علام فقال إنه اما ان يدبر وحده ما في عالم العناصر كما اشتهر انه كدخدا له والمراد بالرد إلى الاجزاء الإلهية الارجاع إلى المراتب العقلية والأنوار المفارقة واما ان يدبر بمدخلية حركه السماوية واما انه يفعل الطبيعة والطبيعة تركب وتحلل العناصر و الترديد على سبيل منع الخلو لأنك ان رأيت القوى والطبائع درجات فاعليه العقل رأيت العقل وحده مدبرا وان نظرت إلى المراتب ضممت غيره إليه ثم قال وحينئذ يظن أن هذه الأشياء خسيسه وان هذه الأفعال دنية لا يليق بجلال العقل الفعال ولا سيما ان يدبر وحده ولكن اشعر بتزييف هذا الظن وانه ظن أصحاب الظلمة وهذه الأفعال بما هي أفعاله كلها محكمه متقنة والنظر النوري يرى النور ديده پاك اينچنين بيند * نازنين جمله نازنين بيند.
وان بالجملة فيما هاهنا عقلا وعناية أي وبالجملة ان الخ استيناف كلام واستنتاج من السابق ان هاهنا عقلا فعالا مكملا للنفوس الأرضية كما أن العقول التسعة الأخرى مكملة النفوس السماوية ومشبه بها لها ان هاهنا عناية بالعرض هاهنا ومن الأجرام الكريمة السماوية وهي المعبر عنها بالأجسام الإلهية وحدسي انه الاجزاء الإلهية والتبديل من النساخ وانه مثل قول العارف النيشابوري تن ز جان نبود جدا عضوى از اوست * جان ز كل نبود جدا جزوى از اوست س ره
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»
الفهرست