فقط (1) فان كانت انما يعقلها بان يحدث لها منها صوره أخرى ذهب الامر إلى غير النهاية وإن كان يعقلها بأنها موجودة له فاما على الاطلاق فيكون كل شئ حصلت له تلك الصورة عقلا لكنها حاصله للمادة وحاصله لعوارضها التي يقترن بها فيجب ان يكون المادة والعوارض عاقلة بمقارنة تلك الصور فان الصور الطبيعية المعقولة موجودة في الأعيان الطبيعية ولكن مخالطه بغيرها لا مجرده والمخالطة لا تعدم المخالط حقيقة ذاته (2) واما لا على الاطلاق ولكن لأنها موجودة لشئ من شانه ان ان يعقل فيكون حينئذ اما ان يكون معنى ان يعقل نفس وجودها له فيكون كأنه قال لأنها موجودة لشئ من شانه ان يوجد له واما ان يكون ان يعقل معنى ليس نفس وجود هذه الصورة له أي جزء ذلك المعنى حيث يعقل (3) وقد وضع نفس وجود هذه الصورة له هذا خلف فاذن ليس تعقل هذه الصورة نفس وجودها للعقل ولا وجود صوره مأخوذ عنها فاذن ليس العقل بالقوة هو العقل بالفعل البتة الا ان لا يوضع الحال بينهما حال المادة والصورة المذكورتين ولا يجوز ان يكون العقل بالفعل هاهنا هو نفس تلك الصورة فلم يخرج العقل بالقوة إلى العقل بالفعل لأنها ليست هذه الصورة نفسها بل هو قابل لها ووضع العقل بالفعل نفسها فيكون العقل بالقوة ليس عقلا بالفعل بل موضوعا له وقابلا فليس عقلا بالفعل بالقوة (4) لأنه الذي من شانه ان يكون عقلا بالفعل وليس هاهنا شئ هو عقل بالقوة اما الذي يجرى مجرى المادة فقد بينا واما الذي يجرى مجرى الصورة فإن كان عقلا بالفعل
(٤٣٨)