موضوع ومادة للعقل المستفاد والعقل الذي بالفعل صوره لتلك الذات تلك الذات شبيه مادة فعند ذلك تبتدئ الصور في الانحطاط إلى الصور الجسمانية الهيولانية ومن قبل ذلك ما كانت تترقى قليلا قليلا إلى أن يفارق المواد شيئا شيئا بأنحاء من المفارقة متفاضلة في الكمال والمفارقة وكان لها ترتيب في الوجود و كان ما كان أكملها صوره لما هو الأنقص إلى أن ينتهى إلى ما هو انقص وهو العقل المستفاد ثم لا يزال ينحط حتى يبلغ إلى تلك الذات (1) والى ما دونها من القوى النفسانية ثم إلى الطبيعة ثم لا يزال ينحط إلى صور الاسطقسات التي هي أخس الصور في الوجود وموضوعها أخس الموضوعات وهي المادة الأولى انتهى كلام المعلم الثاني وفيه نصوص صريحه على اتحاد العاقل بالمعقولات وعلى امكان صيرورة الانسان عقلا بسيطا فعالا فيه يتحد المعقولات كلها ومع هذه النصوص الصريحة من هذا المعلم وكذا ما يوجد عندنا الان في كتاب اثولوجيا المنسوب إلى المعلم الأول أرسطاطاليس وما نقله الشيخ الرئيس أيضا من بعض تلامذة ذلك الفيلسوف المعظم أعني فرفوريوس انه صنف كتابا في العقل والمعقولات وفيه القول باتحاد العاقل بالمعقولات وباتحاده بالعقل الفعال وللاسكندر الافريدوسي الذي وصفه الشيخ بفاضل المتقدمين رسالة موجودة عندنا في هذا الباب أيضا كيف يسوغ انكار هذا المطلب الشريف والمبالغة في رده ممن لم يتنقح له صوره هذه المسألة كما فعله المتأخرون كالشيخ ومن تأخر عنه إلى يومنا هذا بل لا بد لمن لم يصل إلى هذا المقام ان يعمل بالوصية التي ذكرها الشيخ في آخر الإشارات
(٤٢٧)