الموجودات حتى الجمادات وما في حكمها كما سنوضحه إن شاء الله.
وخامسها ان العلم عند هذا العلم المحقق ليس من قبيل الإضافة حتى يحكم بان المدرك الخارج عن سلسله الزمان والمكان يدرك الزمانيات والمكانيات بمجرد اضافته إليها لو صحت تلك الإضافة إليها من خارج بل العلم والادراك عند هذا المحقق عبارة عن نفس حصول صوره الشئ عند النفس (1) فعلى هذا يرد عليه ان هذه الصورة الموجودة في المكان والزمان من أي قسم من اقسام العلوم والادراكات فإنها لو كانت صورا علمية فهي اما محسوسة أو متخلية أو موهومة أو معقولة إذ الادراك منحصر في هذه الأوصاف الأربعة لكنها ليست شيئا منها كما اعترف به هذا النحرير حيث بين وعرف كلا منها وذكر ان كلا من تلك الادراكات لا يحصل الا مع ضرب من التجريد (2) اما عن المادة كالحس أو عنها وعن بعض صفاتها كالتخيل أو عنها وعن جميع صفاتها الا الإضافة إليها كالتوهم أو عنها وعن صفاتها وعن الإضافة إليها جميعا كالتعقل وظاهر ان هذه الصور منغمرة في المواد غير مجرده عن نفسها فضلا عن صفاتها واضافتها فلو كانت مع ما لها من الوجود المادي مدركه يلزم قسم آخر من الادراك غير تلك الأقسام مع انحصاره فيها هذا خلف.
ومما يؤيد ما ذكرناه من أن مجرد الإضافة لشئ إلى امر موجود على أي نحو كان من الوجود لا يكفي في العاقلية قول الشيخ في إلهيات الشفاء حيث بين كيفية علم الله تعالى ولا يظن أن الإضافة العقلية إليها اضافه إليها كيف وجدت