الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٤٢٥
حينئذ ليس هو شيئا غير الذي هو بالفعل عقل لكن الذي هو بالفعل عقل لأجل ان معقولا قد صار صوره له قد يكون عقلا بالفعل بالإضافة إلى تلك الصورة فقط وبالقوة بالإضافة إلى معقول آخر لم يحصل له بالفعل فإذا حصل المعقول الثاني صار عقلا بالفعل بالمعقول الأول وبالمعقول الثاني جميعا وأما إذا حصل عقلا بالفعل بالإضافة إلى جميع المعقولات وصار أحد الموجودات (1) بان صار هو المعقولات بالفعل فإنه متى عقل الموجود الذي هو عقل بالفعل لم يعقل موجودا خارجا عن ذاته (2) ثم ساق الكلام إلى أن قال فإذا كانت هاهنا أشياء هو صور لا مواد (3) لها لم يحتج تلك الذات إلى أن ينتزعها عن مواد أصلا بل يصادفها منتزعة فيعقلها (4)

(١) وقبل ذلك لم يكن شيئا مذكورا كما قال الله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا س ره (٢) يعنى متى عقل العقل بالفعل الذي هو فعال مكمل للعقول عقله في ذاته وهذا إشارة إلى اتحاد العقل بالعقل الفعال أيضا وفي الحديث اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة س ره (3) أي العقول الكلية المجردة بالفطرة لا بتجريد مجرد وتعرية معر س ره (4) أي يعقل تلك الصور ومعقولات خال عنها فالمعنى يعقل تلك الذات تلك الصور على منوال تعقله ذاته في عدم الحاجة إلى تجريد مستأنف أو المعنى يعقل تلك الذات ذاته على مثال تعقل ذاته معقولات لا في مواد فيكون ذاته فاعل يصادف ومعقولات مفعوله فيكون المقصود من الكلام إلى قوله هذا بعينه ينبغي ان يفهم في التي هو صور لا في مواد بيان كيفية تعقل العقل ذاته والتأسيس خير من التأكيد الا ان المعنى الأول أظهر وجه آخر على الاعراب الثاني ان يراد على مثال مصادفة ذاته معقولات بالذات في ذاته فإنها أيضا غير محتاجة إلى تجريد فهي مثال صور بلا مواد في العين س ره
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»
الفهرست