والا لكان كل مبدء صوره في مادة من شان تلك الصورة ان تعقل بتدبير ما من تجريد وغيره يكون هو عقلا بالفعل (1) بل هذه الإضافة له إليها وهي بحال معقولة ولو كانت من حيث وجودها في الأعيان لكان انما يعقل ما يوجد في كل وقت (2) ولا يعقل المعدوم منها في الأعيان إلى أن يوجد فيكون لا يعقل من نفسه انه مبدء ذلك الشئ على ترتيب الا عندما يصير مبدءا فلا يعقل ذاته (3) لان ذاته من شانها ان يفيض عنه كل وجود وادراكها من حيث شانها انها كذا يوجب الادراك الاخر وان لم يوجد فيكون العالم الربوبي محيطا بالوجود الحاصل والممكن يكون لذاته اضافه إليها من حيث هي معقولة لا من حيث لها وجود الأعيان انتهى كلامه.
وحاصله ان وجود الشئ في الأعيان مع وجود المدرك في الأعيان لا يكفي في اضافته العقلية إليها بل لا بد في الإضافة العقلية ان يكون المدرك بحال معقولة أي يكون وجوده وجودا عقليا حتى يمكن حصول الإضافة العقلية إليه والوجود العقلي لا يكون الا للصور المفارقة عن المواد دون المقارنة للمادة فقد علم أن الموجودات المادية من حيث وجودها هذا الوجود لا يمكن حصول الإضافة العقلية إليها