به بعض الفضلاء على كون العلم غنيا عن التعريف بان كل من عرف شيئا أمكنه ان يعرف كونه عارفا بذلك الشئ من غير برهان ونظر (1) والعلم بكونه عالما عبارة عن العلم باتصاف ذاته بالعلم والعلم باتصاف امر بأمر يستدعى العلم بكل واحد من الامرين أعني الموصوف والصفة فلو كان العلم بحقيقة العلم مكتسبا لاستحال ان نعلم كوننا عالمين بشئ الا بنظر واستدلال وليس كذلك فثبت ان العلم بحقيقة العلم غنى عن الكسب فهو منظور فيه فان ما ذكره لا يفيد الا كون العلم معلوما لكل أحد بوجه من الوجوه لا بوجه يمتاز به عما عداه فان العلم بثبوت شئ لشئ لا يستدعى الا تصوره بوجه ما لا غير (2) كما بين في علم المنطق عندما ذكر ان التصديق يحتاج إلى تصور المحكوم عليه وبه والنسبة كيف وكل واحد من الانسان يعرف ان له سمعا وبصرا ويدا ورجلا ورأسا والأكثرون لم يعرفوا حقائق هذه الأمور لا بكنهها ولا برسومها
(٢٧٩)