الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٩
ضعفه وجود الطبيعة (1) مع اعداد مصادمة الهواء المخروق الذي وجد قبيل آن الوصول إلى موضع السكون (2) الا ترى ان ضعف القوة القسرية تزداد على سبيل التزائد لمصادمة الهواء وسبب تزائد الزيادة هو الذي ذكرناه من الاعداد فكذا الحال في سبب السكون وهذا معنى قول الشيخ ان القاسر يفيد قوه مسكنه في بعض الأحياز يعنى ان القوة التي كانت محركه إلى فوق عند استيلائها على الطبيعة صارت عند تكافؤها مع الطبيعة من أسباب السكون إلى أن يغلب عليها القوة الأصلية فيفعل حركه إلى تحت.
واما الذي افاده الامام في الجواب وهو ان هذا السكون واجب الحصول فان الجسم في آخر حركته لما امتنع اتصافه بالحركة كان ذلك السكون ضروريا (3) فلا يستدعى علة كما أن سائر اللوازم لا يستدعى علة وعلى هذا لا يلزمنا بقاء الحجر في الفوق لأنه إذا زالت تلك الضرورة عادت الطبيعة محركه انتهى فركيك جدا من وجوه.
الأول ان السكون من الاعدام التي يحتاج حصولها إلى علة (4) كيف ولا يخلو السكون من أحد الامرين اما وجودي كما هو عند من يجعله عبارة عن الكون في مكان أو كم أو كيف أو غيره زمانا واما لازم لذلك الامر الوجودي فله علة وجودية لا محاله ولا يكفي فيه عدم علة حركه.

(1) وذلك لان الطبيعة تقاوم القسر كما انها في الاحياء تقاوم المرض وتوجه إلى الاستكمال والى ترتب الآثار على المجرى الطبيعي س ره (2) أشار بلفظ الاعداد إلى جواب قوله فذلك حال حركه فان المصادمة معدة للسكون ولعدم القوة الغريبة فلا ضير لو لم يتحقق المعد له عند وجود المعد بل هذا شان الاعداد والفاعل المباشر المستجمع للشرائط فيهما نفس الطبيعة س ره (3) من لا يسلم السكون لا يسلم آخر حركه الا بعد تمام الراجعة أو المنعطفة و المطلوب حصول السكون في الفوق س ره (4) كأنه قدس سره يردد عليه بأنه إن كان عدم استدعاء السكون علة لكونه عدما والعدم نفى محض والجواب هو الأول وكيف لا يكون مستدعيا للعلة والعدم امكاني وإن كان عدم الاستدعاء لكونه من اللوازم فالجواب هو الثالث س ره.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست