وهو الذي في غاية البعد عنه على أن تلك القسي تتخالف بالنوع لا بالشخص (1) نعم لا مانع من أن يقع في أمور لا تضاد لها بالذات تضاد من جهة أخرى وفي معان اخر كما أن التوسط في الأخلاق مضاد للنقص والافراط كليهما والنقض و الافراط متضادان تضادا ذاتيا وتضادهما للوسط تضاد بالعرض لأجل معنى آخر و هي الرذيلة فيهما والفضيلة في الوسط فالرذيلة معنى يلزمهما وضدها وهي الفضيلة يلزم الوسط فهذا الوسط وسط باعتبار وطرف باعتبار آخر (2) وذانك الطرفان طرفان باعتبار وهما في طرف واحد باعتبار آخر قالوا لا تضاد بين الحركات المستديرة وان اختلفت بالشرقية والغربية لعدم اختلافها في النهايات وكل حركتين متضادتين فلا بد ان يختلفا في النهايات وهاهنا ليست كذلك وفيه موضع تأمل ثم انك قد عرفت كيف يتضاد المستقيمات وعرفت ان الصاعدة والهابطة تتضادان بما هما حركتان مستقيمتان ولهما أيضا تضاد آخر خارج عن حركه وهو كون أحد الطرفين علوا والاخر سفلا فالحركة ذات الضد هي التي تأخذ أقرب مسافة من طرف بالفعل إلى طرف بالفعل وضدها هي التي يبتدأ من منتهاها ذاهبة إلى مبدأها لا إلى شئ آخر فليست حركه على التوالي للبروج ضدا للحركة على خلاف التوالي ولا حركه على أحد نصفي الدائرة ضدا للواقعة على النصف الآخر لان الدائرة لا يتعين فيها قوس عن قوس ومع ذلك التوجه إلى كل حد عين التوجه منه والمطلوب فيها لكل حد عين المهروب عنه
(٢٠٣)