ومنها ان تقابل السرعة والبطؤ لما كان بالتضاد كما مر والمتضادان يقبلان الأشد والأضعف فيجب ان يكون لكل منهما غاية في الشدة فلا بد ان ينظر في أنه كيف يتصور سرعة لا أسرع منها وبطؤ لا أبطأ منه.
أقول ان القوة المزاولة للتحريك لا بد وأن تكون متناهية فلها غاية في السرعة لا يتعداها واما الغاية في البطؤ فهي أيضا توجد باعتبار القوة الممانعة للحركة كممانعة قوام المخروق أو الطبيعة في المقسور للقسرية وغير ذلك.
ومنها ان العلامة الطوسي ذكر في رسالة بعثها إلى بعض معاصريه موردا فيها بعض الاشكالات العلمية هذا الاشكال بقوله لما امتنع وجود حركه من غير أن يكون على حد معين من السرعة والبطؤ وجب ان يكون للسرعة والبطؤ مدخل في وجود الحركات الشخصية من حيث هي شخصية والسرعة والبطؤ غير متحصلي الماهية الا بالزمان (1) فإذا للزمان مدخل في عليه الحركات الشخصية فكيف يمكن ان يجعل حركه معينه علة لوجود الزمان ولا يمكن ان يقال حركه من حيث هي حركه علة للزمان ومن حيث هي حركه ما متشخصة بالزمان كما أن الصورة من حيث هي الصورة سابقه على الهيولى ومن حيث هي صوره ما متشخصة بها لان حركه ليست من حيث هي حركه علة للزمان والا لكان لجميع الحركات مدخل في عليته انما هي